الموسيقى والصحة النفسية والجسدية
الموسيقى والصحة النفسية والجسدية
بقلم الاعلامية : د هاله فؤاد
إن الموسيقى لغة عالمية لا يحدها زمان أو مكان وهي فن ترتيب الأصوات عبر فترات زمنية من خلال عناصر اللحن والانسجام والايقاع والجرس .
ويمكن تصنيف الموسيقى إلى موسيقى عربية وموسيقى غربية :
الموسيقى الغربية : هو مصطلح يطلق على الأنواع الموسيقية الناشئة في العالم الغربي ومن بين تلك الأنواع، الموسيقى الكلاسيكية الغربية وموسيقى الجاز الأمريكية والموسيقى الريفية والروك آند رول والبوب وال ديسكو والراب والموسيقى الفولكلورية.
الموسيقى العربية :
الموسيقى العربية الشرقية لها قواعد معينة وطابع خاص وهي تختلف من دولة عربية إلى أخرى ويعود أصلها إلى ماقبل الإسلام.
ومن أنواعها: التخت الشري، الطقطوقة، الموال، موسيقا الراى، الموشح، القصيدة، وموسيقى الشعبي.
وهناك أنواع من الموسيقى تساعد على العمل بانتاجية ومنها :
الموسيقى الطبيعية، والموسيقى الملحمية، وموسيقى ألعاب الفيديو، والموسيقى الكلاسيكية .
إن الموسيقى لغة الشعوب وهي لغة التواصل العالمية الأولى والوحيدة التي توحد سكان الكرة الأرضية مثال على ذلك أننا نستمع ونستمتع بأغاني خوليو إجلاسيوس ،وديمس روسوس مع إختلاف اللغة .
تأثير الموسيقى على الصحة النفسية والعقلية :
إن الموسيقى وسيلة الإنسان للتعبير عن مشاعره من أفراح وأحزان وآمال وإحتياجات .
وقد أكد الفلاسفة والعلماء كالرازي وابن سينا على أهمية الموسيقى وتأثيرها السحري وقدراتها الخلاقة على إحداث تغييرات في النفس والدماغ والجسد .
وقد ذكر ابن سينا أن الموسيقى تسكن الأوجاع وتريح النفس، كما استخدم الرازي وابن سينا الموسيقى لغايات علاجية. ولكن البداية الفعلية لما يسمى ( العلاج بالموسيقى ) كانت في القرن العشرين بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث إعتاد عدد من الموسيقيين الذهاب للمستشفيات لعزف المقطوعات الموسيقية للترفيه عن المرضى من ضحايا الحروب والذين يعانون الآلام النفسية والجسدية .
وقد شعر هؤلاء المرضى بالراحة وطلبوا من الأطباء تعيين موسيقيين في المستشفيات ولكن هذا الأمر تطلب بعض التدريب لهؤلاء الموسيقيين ومن ثم تم إنشاء أول برنامج في العالم لنمح درجة علمية في العلاج بالموسيقى في جامعة ولاية ميتشيغان عام 1940م .
تلعب الموسيقى دورًا هامًا في علاج المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية والعقلية فالموسيقى هي اللغة التي يخرج من خلالها المريض أفكاره ومشاعره .
والموسيقى تساعد أيضًا على تحسين التواصل الاجتماعي .
وهناك بعض الأمراض التي تعالجها الموسيقى منها :
الإدمان، إضطرابات الشخصية، الأرق، التوحد، التقلبات المزاجية، الفصام .
الموسيقى تدعم وظيفة الدماغ عن طريق تحفيز تكوين بعض المواد الكيميائية في الدماغ والاستماع إليها يزيد من الدوبامين العصبي، كما أن الاستماع للموسيقى الحية يحفز هرمون الاوكسيتوسين الذي يساعد على الارتباط مع الأخرين والثقة بهم .
كما يساعد الاستماع للموسيقى على تقليل التوتر والاجهاد المزمن عن طريق خفض هرمون الكورتيزول .
وتساعد الموسيقى أيضًا على تحسين القدرات المعرفية وتنشيط الذاكرة.
الموسيقى وصحة الجسد:
إن الموسيقى لها أثر كبير على جسد الانسان فالاستماع إلى الموسيقى يؤدي إلى زيادة كفاءة العضلات وزيادة الطاقة، زيادة الشعور بالاسترخاء، تهدئة الاعصاب، والمساعدة على النوم، تؤثر على تخدير الأعصاب، تؤثر على ضغط الدم لدى الانسان، تعتبر مسكنا للألم، كما تخفف الموسيقى الهادئة أعراض النوبات المرضية المختلفة .
تأثير الموسيقى على القلب :
كشفت دراسة طبية جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى ذات الايقاع البطيء أو التأملي لها تأثير ملطف على الأشخاص وأنه يبطئ تنفسهم وضربات قلوبهم، في حين أن الاستماع إلى الموسيقى ذات الايقاع الأسرع لها تأثير عكسي حيث تؤدي إلى زيادة التنفس وعدد ضربات القلب .
ويرجح العلماء أن الموسيقى قد تثير البهجة كنتيجة للتغيير الموجه بين الاثارة والاسترخاء .
وتشير الدراسات الحالية إلى أن الانتقاء المناسب للموسيقى والتبديل بين الايقاعين السريع والبطيء بالاضافة إلى فترات إستراحة بينهما يمكن أن يستخدم لكي يؤدي إلى الاسترخاء وربما يكون مفيدًا في أمراض القلب والسكتة الدماغية .
كما أكدت أحدث الأبحاث الطبية أن إستماع مريض ضغط الدم المرتفع للموسيقى الكلاسيكية عقب تناوله علاج ضغط الدم المرتفع يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز فاعلية وكفاءة هذه العقاقير .
وجد باحثون في مستشفى ماساشوسيتش أن المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية في القلب لدى إستماعهم للموسيقى لمدة نصف ساعة في اليوم قد تعافوا أسرع من باقي المرضى.
من ذلك نرى أن الموسيقى غذاء للروح والجسد، فهى ترقق المشاعر، وتهذب النفس وترتقي بالأخلاق وتؤدي إلى الاسترخاء والهدوء النفسي الذي ينعكس إيجابيًا على صحة الجسد.