الموسيقى…. ودورها في تحسين الذاكرة والمساعدة على الشفاء
الموسيقى…. ودورها في تحسين الذاكرة والمساعدة على الشفاء
استخدمت كعلاج في اليونان القديمة، وتم اعتمادها كبديل علاجي في العصر الحديث، بعد نشر مقال علمي في مجلة كولومبيان عام 1789 بعنوان “الموسيقى فيزيائيا”، الذي كان فاتحة لنمو الأبحاث الطبية في الطبيعة العلاجية للموسيقى.
حيث كانت جزءً من حياة الإنسان لآلاف السنين، فقد تم العثور على أدوات موسيقية يعود تاريخها إلى أكثر من 40 ألف عام، ما يشير إلى أن رغبة البشر في التعبير عن أنفسهم أو التواصل من خلالها، متجذرة بعمق.
فوائد ها
تعمل على توفير منفذ إبداعي، وتوسيع المعرفة والوعي الثقافي، وتحسين المهارات المعرفية، والعديد من الفوائد التي ينبغي أن نولي الاهتمام بها:
1- تساعد على الشفاء
وجدت دراسة من مستشفى سالزبورغ في النمسا، أن المرضى الذين يتعافون من الجراحة زادت معدلات شفائهم، وأبلغوا عن ألم أقل، عندما تم دمج الموسيقى في عملية إعادة التأهيل.
ويقول رئيس علم النفس السريري في النمسا، فرانز فيندتنر:”تعد جزءً مهمًا من صحتنا الجسدية والعاطفية، منذ أن كنا أطفالًا في رحم أمهاتنا نستمع إلى نبضات قلبها وإيقاعات تنفسها.”
ويضيف فيندتنر :”عندما تُعزف الموسيقى البطيئة، فإن ردة الفعل الجسدية تحذو حذوها، ويمكن أن يساعد الاستماع بانتظام إلى الموسيقى الهادئة أجسامنا على الاسترخاء، مما يعني بمرور الوقت، الشعور بألم أقل وتعافي أسرع”.
2- تخفيف القلق وأعراض الاكتئاب
تشير الدراسات إلى أن العلاج بالموسيقى يمكن أن يخفف من أعراض الاكتئاب، كما يؤدي إلى إفراز الدوبامين والإندورفين، وهي هرمونات يمكنها تحفيز المزاج السعيد، وتخفيف الألم وزيادة الشعور بالرضا.
3- تحسين الذاكرة
كشف الباحثون في جامعة كانساس عن أدلة تشير إلى أن الموسيقى والتدريب الموسيقي، تحمي الدماغ المتقدم في السن من الخرف والزهايمر وتحافظ على صحته.
من ناحية أخرى بينت نتائج دراسة حول مرضى السكتة الدماغية، الذين استمعوا إلى الموسيقى، لبضع ساعات في اليوم، تعافت ذاكرتهم اللفظية بشكل أفضل، من المرضى الذين لم يستمعوا إلى أي شيء.
4- تحسين جودة النوم
أثبتت دراسات أجريت حول على المشاركين الذين يعانون من اضطرابات النوم المزمنة، أن سماع الموسيقى الهادئة لمدة 45 دقيقة قبل النوم، ساعد بشكل ملحوظ في تحسين نوعية نوم المرضى، وتخلصوا نهائيا من الأرق المزمن.
5- تجعلك أكثر إنتاجية
وجد الباحثون أن هناك ثلاثة أنواع من الموسيقى التحفيزية:
ما قبل المهمة: وهي التي تجعل الشخص في العقلية الصحيحة، قبل البدء في المهمة.
2- أثناء المهمة: وهي التي يتم الاستماع إليها أثناء العمل، للبقاء على المسار الصحيح وتحسين الأداء.
ما بعد المهمة: هذه تساعد على الاسترخاء والتعافي بعد مهمة شاقة.
ومن المهم أن يتطابق إيقاع العمل مع إيقاع الموسيقى؛ فالمهام الهيكلية مثل حفظ الملفات أو المهام السريعة، بحاجة الى إيقاع سريع للعمل بشكل أسرع.
أما المهام الإبداعية، فتحتاج إلى موسيقى سلسة بدون فواصل، مثل الموسيقى الكلاسيكية أو معزوفات بآلات موسيقية أو أصوات الطبيعة.
6- لتعزيز التركيز الإيجابي
يمكن أن تبعد العقل عن الاجهاد، وتضاعف الشعور بالتفاؤل والإيجابية؛ خاصة التي تحتوي على كلمات تزرع أفكارا إيجابية عن الحياة، فإنها تجلب الفائدة المزدوجة لها والتأكيدات الإيجابية، مما يساعد الإنسان على إحاطة نفسه بالطاقة الإيجابية، ويجعل الأحداث المجهدة تتدحرج بسهولة أكبر.
العلاج بالموسيقى
الطريقة التي تؤثر بها على الدماغ معقدة للغاية، اذ تتم معالجة جميع جوانبها بواسطة مناطق مختلفة في الدماغ، إذ يقوم المخيخ بمعالجة الإيقاع، ويقوم الفص الأمامي بفك تشفير الإشارات العاطفية الناتجة عنها، ويساعد جزء صغير من الفص الصدغي الأيمن على فهم طبقة الصوت.
كما يمكن لمركز المكافأة في الدماغ، أن ينتج علامات جسدية قوية للمتعة؛ لهذا يستخدم المعالجون القدرات القوية للموسيقى، واستجابات الشخص وعلاقاته بها، لتشجيع التغييرات الإيجابية في الحالة المزاجية والعقلية بشكل عام.