المولد النبوي الشريف ميلاد النور وارتقاء الإنسانية .. من ظلمات الجاهلية الي فجر النبوة

 

 

بقلم/إيمان سامي عباس

المولد النبوي الشريف .. في ذكراه يتجدد استحضار أعظم حدث في تاريخ البشرية، ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بدّل وجه العالم وفتح للبشرية أبواب النور والهداية. لقد عاش الناس قبل بعثته في ظلماتٍ متراكمة؛ فالعقائد قد انحرفت، والأخلاق تفككت، والظلم استشرى، والقلوب غُيّبت عن نور التوحيد. كانت الجزيرة العربية غارقة في عبادة الأوثان، مقيدة بالعادات البالية، والعالم كله يترقب المصلح المنتظر الذي يحرر العقول ويعيد للإنسان كرامته. فجاء مولده صلى الله عليه وسلم إيذانًا ببداية عهد جديد، أزاح غبار الجاهلية، وأنار الدروب، وأعلن ميلاد الإنسانية من جديد.

سيرة مشرقة وأخلاق كاملة

بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، ليطهّر القلوب من الشرك ويزرع فيها الإيمان، وليغرس الفضائل في النفوس ويقيم ميزان العدل. قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً» (الأحزاب 45 – 46). وكان صلى الله عليه وسلم قدوة في الأخلاق، رحيمًا بالمؤمنين، رؤوفًا بهم، شديد الحرص على هدايتهم، قال تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم». جمع بين الرحمة والشجاعة والكرم، حتى وصفه أصحابه بأنه أشجع الناس وأجودهم وأرحمهم. ولم يكن فظًا ولا غليظ القلب، بل كان لينًا متواضعًا، قريبًا من الناس، يعيش بينهم ببساطة رغم عظمة مكانته. وهكذا اجتمعت فيه صفات القيادة والنبوة، ليكون المثل الأعلى الذي لا يزول بمرور الزمن.

 

اقرأ ايضا:  هايدى بين براءة الطفولة ولعنة الترند فى عالم السوشيال ميديا

 

سيرة مشرقة وأخلاق كاملة

إن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته الإيمان به وطاعته، واتباع هديه وسنته، قال تعالى: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم». ومن حقوقه أيضًا توقيره ونصرته والذب عن مقامه الشريف، وعدم الرضا بأي إساءة توجه إليه. فهو خاتم النبيين الذي أدى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح الأمة، وتركها على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

وفي ذكرى مولده العطرة، يجدد المسلمون العهد على محبته والاقتداء بهديِه، ليبقى نوره ممتدًا في حياة كل مؤمن، ولتبقى رسالته مشكاة تضيء الطريق أمام الأجيال، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

كاتبه المقال إيمان سامي عباس

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.