المومياء الصارخة ..بقلم مصطفى حسن سليم
المومياء الصارخة
قصة قصيرة بقلم مصطفى حسن محمد سليم
انتهت المحاكمة، هكذا نطق وزير الملك ،نظر إليه الملك وقد تساقطت من عنيه دمعة حاول أخفاؤها عنه، ولكنه لم يستطيع ذلك، اقترب منه الوزير قائلا له هون علي نفسك ايها الإله المعظم، لقد نال جزاءه واعتقد أن المحاكمة تمت بشكل عادل، فقال له الملك ولكن الحكم ايها الوزير حكم مجحف جدا ان يدفن حيا ،فاؤما الوزير براسه وهو يقول له ولكن ماكان سيفعله كان سيكون اكثر إيلاما ،لقد خطط الأمير بنتير لقتلك والأستيلاء علي الحكم، اظن انه لو نجح في ماسعي إليه لكنت الآن ايها الإله المعظم فى مكان آخر لاتحب ان تتواجد فيه ،فقال الملك في اسف معك حقا ولكني لاافضل رؤية تنفيذ الحكم ،أن الأميربنتير كان إنسان عزيز علي جدا ولااعرف كيف سول له شيطانه فعل تلك المؤامرة الخبيثة؟!
ولم يستط وهنا توقف الملك عن أستكمال الحديث ،عندما دخلت الملكة إلي البهو الملكي غاضبة وهي توجه كلامها إلي الوزير ،الم يكون هناك حكم فيه رحمة عن ذلك الحكم الصعب؟؟
فحاول الوزير تهدئتها ولكنه لم يجد اي كلمات تعبر عن توقف الغضب الذي يعتمل بداخل صدر الملكة، فنظر إلي الملك الذي تدارك الأمر وهو يقول لهاوالأسي يقطع نياط قلبه ،من يخطئ يجب ان يتحمل عواقب أموره ،والأمير بنتير اخطا في حق نفسه أولا قبل أن يخطئ في حق غيره!!
وفي صباح اليوم التالي، استعدت الكهنة لتنفيذ الحكم الغريب ،هذه أول مرة يقومون بمراسم دفن إنسان على قيد الحياة، وقف الأمير بنتير خائر القوي وعيونه تحمل اقسي نظرات الرعب، وكأنها تجمدت في محاجرها من الخوف، اقترب منه الكاهن وهو يناوله شراب، حاول الأمير بنتير ابعاد يديه عنه ولكن خانته قواه من الضعف ،فمنذ عدة أيام وهو يرفض الطعام بكل صوره ،فناوله الكاهن يديه ثانية وتلك النظرة التي تحمل تعاطف الأب بداخل عيونه ،جعلت الأمير بنتير يتقبل أن يوافق هذه المرة علي تجرع الشراب، لم يكن يعلم ان الكاهن وضع له السم بداخله، ولكنه سم من نوع خاص يخدر جسد الضحية دون أن يقتله سريعا ،يجعله يتمزق من داخله في صمت ،وتجرع الأمير بنتير آخر رشفة من الكاس بمساعدة الكاهن، وبدأت مراسم الموت ليلحق الأمير بنتير بروحه إلي العالم الآخر، محملا بلعنات الموت وعار سيلاحقه علي مدى الدهر مع نظرات الرعب الصارخة التي أرتسمت علي ملامح وجه لم تمحوها آثار الزمن .