النجاح هو محصلة اجتهادات .. فنحن من نخلق الفرص بأنفسنا
النجاح هو محصلة اجتهادات .. فنحن من نخلق الفرص بأنفسنا
بقلم / نولا رافت
النجاح هو محصلة اجتهادات .. فنحن من نخلق الفرص بأنفسنا كثيرون يتعاملون مع النجاح وكأنه هدف نهائي أو جائزة كبرى تنتظرهم عند خط النهاية، بينما الحقيقة أن النجاح ليس محطة وصول، بل رحلة ممتدة تبدأ بخطوة صغيرة، وقد لا تنتهي إلا برحيلنا عن هذه الحياة.
النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بالطريق الذي نسلكه، وبالصبر والإصرار الذي نظهره وسط التحديات.
وهم النجاح وقوة الانضباط
ننشأ على تصوّر أن النجاح يعني المال والشهرة والمكانة الاجتماعية، لكن الواقع يكشف أن هذه مظاهر هشة لا تصمد أمام أول عاصفة. النجاح الحقيقي أوسع من ذلك بكثير؛ هو أن تحقق ذاتك، أن تعيش على مبادئك، وأن تترك أثرًا إيجابيًا مهما كان بسيطًا.
قد يكون نجاحك في ابتسامة زرعتها، أو في كلمة ألهمت بها شخصًا آخر، أو في بناء حلم صغير حافظت عليه رغم الظروف.
ولا نجاح بلا فشل، ولا تقدم بلا تعثر؛ فكل سقوط هو درس متخفٍ، وكل إخفاق حجر أساس لطريق جديد. الناجحون ليسوا من لم يسقطوا أبدًا، بل من امتلكوا الشجاعة للنهوض في كل مرة. الفشل لا يُقصي أحدًا عن النجاح، بل يقوده إليه إذا أحسن استغلاله.
الموهبة وحدها لا تكفي، والحظ وحده لا يكفي؛ فالانضباط هو ما يحول الأحلام إلى حقائق. أن تلتزم بخطتك رغم الإغراءات، وأن تعمل في صمت حين يلهو الآخرون، وأن تزرع اليوم ما قد لا تحصده إلا بعد سنوات.
فالنجاح لا يولد من العشوائية، بل من العادات الصغيرة التي نكررها يوميًا حتى تصنع الفارق.
لكن الاستمرار أصعب من البداية؛ فالحفاظ على النجاح يتطلب جهدًا أكبر من الوصول إليه، لأن العيون تترقبك، والعقبات تزداد، والإغراءات تحاول إبعادك عن مسارك. وهنا يظهر معدن الناجحين الحقيقي: أولئك الذين يعرفون أن كل يوم هو تحدٍّ جديد.
النجاح الداخلي وراحة البال
هناك نوعان من النجاح: نجاح يراه الناس في إنجازاتك وأرقامك ومظاهر حياتك، ونجاح لا يراه إلا قلبك، وهو السلام الداخلي والرضا عن نفسك. الأول يصفّق له الآخرون، والثاني يجعلك تنام مرتاح البال. الأجمل حين يجتمع الاثنان، لكن الأهم أن تبدأ من الداخل.
ولا ننسى أن النجاح ليس فرديًا دائمًا؛ فخلف كل إنجاز عظيم شبكة من الدعم: أسرة، أصدقاء، أو معلم آمن بك في لحظة ضعف. الاعتراف بفضل الآخرين لا يقلل من نجاحك، بل يضاعفه. النجاح الذي يُبنى على أنانية مفرطة مصيره الزوال، أما النجاح الذي يتشارك فيه الجميع فهو الأعمق والأبقى.
وفي النهاية يمكننا التأكيد علي أن النجاح ليس صورة براقة على وسائل التواصل، ولا لحظة عابرة نلتقط لها صورة ونفتخر بها. النجاح أن تستيقظ كل صباح وفي داخلك شغف بما تفعل، أن تنظر إلى الوراء فترى أنك تقدمت ولو خطوة واحدة، أن تعيش حياة لها معنى، وأن تترك أثرًا يتحدث عنك بعد رحيلك.
النجاح رحلة لا تنتهي، فلنستمتع بالسير فيها بدلًا من انتظار الوصول.


