الندم والقلق من الغد .. فكرى جيدا قبل فوات الأوان

الندم والقلق من الغد .. فكرى جيدا قبل فوات الأوان

 

بقلم / جيهان أيوب

 

الندم والقلق من الغد .. ففي زحام الذكريات وخطط الغد، تضيع اللحظة الثمينة التي نعيشها الآن.

 

نركض وراء ماضٍ لا يعود، أو نقلق من غدٍ لم يأتِ بعد، فنفقد أغلى ما نملك الآن.
الحضور ليس مجرد لحظة صمت أو تركيز عابر ، إنه فعل حبّ، وعودة، وشفاء.
يجب أن تعيشي اللحظة بصدق وعمق، وتندمجى فيها بكل كيانك ، دون مقاومة أو تعليق.

اسألي نفسك ٠٠ هل أنا أعيش حقًا… أم فقط أمضي؟
هل أنا حاضرة… أم معلّقة بين ما كان وما قد يكون؟
نُعيد مشاهد الأمس في رؤوسنا مئات المرات ، ونقلق من سيناريوهات الغد قبل أن تحدث.
فنمرّ من لحظتنا الوحيدة الحقيقية دون أن نلمسها أو نشعر بها أو نمنحها حقها في أن تُعاش.
الحضور يعني أن تكوني هنا حقًا.
أن تسمعي صوتك الداخلي بوضوح.
أن تلاحظي إحساسك، أنفاسك، ملمس الهواء على بشرتك.
أن تري الحياة كما هي، وتستشعري طعم الأشياء كما هي كما ينبغي أن تكون.
حين نحضر، نخرج من دوامة الفقد والخوف ، وندخل في سكينة الوجود فلا الماضي يعذبنا، ولا المستقبل يربكنا.
الحضور هو الباب الهادئ لكل شفاء.
الألم لا يختفي عندما نهمله،
بل حين نراه ونحتويه في لحظته، بوعينا الكامل.
قد يبدو الحضور صعبًا في عالم سريع وصاخب ، لكنه لا يحتاج أدوات معقدة، فقط إرادة حقيقية للحياة.

 

خذي نفسًا عميقًا ولاحظي إحساسك الآن واسألي نفسك: “أين أنا الآن؟ وماذا أحتاج فعلًا؟”
ستشعرين بجسدك وكأنك تتعرفين عليه من جديد.
ستدركين أنك لا تشعرين بطعم قهوتك إلا في آخر رشفة.
أو أنك تكتشفين فجأة لافتة في شارعك المعتاد، لم تريها من قبل رغم مرورك به يوميًا.
الحضور لا يعني نسيان الذكريات أو التخلي عن التخطيط ، بل يعني ألا تضيعي اللحظة الحقيقية كل مرة.
كل لحظة تحضرين فيها بصدق،
تفتح لكِ بابًا صغيرًا من السلام.
حتى لو لم يتغير شيء من حولك،
مع الحضور… ستتغيّرين أنتي.
اللحظات لا تُعاد، لكنها تفتح ذراعيها في كل مرة تقولين فيها : أنا هنا .

كاتبة المقال
أ / جيهان أيوب

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.