النهضة اليابانية فى عصر المايجى “تجربة فريدة فى التنمية المستدامة”

بقلم /أحمد الجمال " باحث في التاريخ المعاصر"

 

النهضة اليابانية فى عصر المايجى
((تجربة فريدة فى التنمية المستدامة))

 

تُعد سنوات ١٨٥٣- ١٨٦٧م الأكثر خطورة فى تاريخ اليابان الحديث والمعاصر، فقد وجه الكومندور الأمريكى بيرى إنذاراً إلى اليابانيين بتاريخ ١٤يونيو ١٨٥٣م قضى بفتح الموانى اليابانية فوراً أمام الملاحة الدولية، سلماً أو بالقوة، وأُجبرت اليابان على توقيع إتفاقية مذلة ومجحفة بحق اليابانيين. بدأت بإتفاقية كاناغوا للصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكيةفى٣١ مارس١٨٥٤م، وألحقت بها إتفاقيات متشابهة مع دول أوروبية عدة.
وكانت أخطر نقاط تلك الإتفاقيات البند الذى ينص على رفض الأجانب للمثول أمام المحاكم اليابانية وإصرارهم على أن تتم محاكمتهم أمام قناصل دولهم، بالإستناد فقط إلى قوانين الدول التى ينتمون إليها، فشكلت الإتفاقيات الجديدة إنتقاصاً حقيقياً لسيادة اليابانيين على موانئهم وجعلتهم فى موقع شبيه بالصين ودول أسيوية أخرى خضعت للأحتلال الأجنبى ، فرغم بقائها دولة حرة، بدأ التعامل الغربى معها كما لو كانت محتلة.
شكل إنذار بيرى عام ١٨٥٣م نقطة تحول فى تاريخ اليابان المعاصرة، تنبه فيه اليابانيون حكومة وشعباً إلى مخاطر الغزو الخارجى الوشيك من جهة ومدى قدرة البنى الداخلية على مواجهة ذلك الغزو
من جهة أخرى.
فأختاروا، دون تردد العمل على تصليب الجبهة الداخلية وتماسكها بحيث تعجز القوى الأجنبية عن اختراقها.
وكانت أولى الخطوات العملية فى هذا المجال إنهاء حكم أسرة توكوغاو سلمياً، لينتهى معها عزلة شبه تامة استمرت قرابة ٢٥٠عاماً عن العالم الخارجى، والإلتفاف حول الإمبراطور الميجى، والعمل الجدى لبناء مجتمع عصرى قادر على المجابهة على كافة الأصعدة (( العسكرية، والسياسية، والثقافية، والاقتصادية، وغيرها))

لقد برزت قيادة يابانية جديدة حظيت بالثقة الشعبية للقيام بما هو ضرورى لحماية اليابان من المخاطر الداخلية والخارجية المحدقة بها.
وهكذا تولى الإمبراطور الفتى موتسوهيتو (١٨٥٢-١٩١٢) الحكم فى الأيام الأخيرة من العام ١٨٦٧م وتلقب بإسم الإمبراطور الميجى (أى المصلح المتنور أو صاحب السلطة العادل)، وذلك فى يناير ١٨٦٧م، ولما كان الإمبراطور الجديد لايزال فتى صغير السن، فقد شارك فى عملية الإصلاح أربعمائة مستشار فى شتى المجالات وقد تميزت فترة حكم الميجى بإصلاحات مهمة أبرزها إعلان مبادئ الإصلاح الخمسة فى ١٤مارس ١٨٦٨م الآتية:
١- كل القرارات أو التدابير يجب أن تتخذ بعد نقاش جماعى للدفاع عن المصلحة العامة .
٢- من حيث المبدأ لافرق بين أعلى وأدنى فى اليابان، فالكل متساوون مع الحفاظ بدقة على التراتبية الاجتماعية.
٣- من الضرورى أن تتوحد السلطات العسكرية والمدنية فى يد واحدة، بهدف حماية حقوق كل الطبقات والمصلحة القومية العليا معاً.
٤- يجب التخلى عن التقاليد الشكلية القديمة، والعمل على بروز المساواة بشكل طبيعى بين الجميع دون تمييز.
٥- السعى لإكتساب التعليم القصرى والتكنولوجيا من أى مكان فى العالم، واستخدامها لبناء الإمبراطورية اليابانية .
والمتأمل فى هذه المبادئ الإصلاحية الكلية يلاحظ إعتماد المقاربة التشاورية المبنية على الحوار العلنى فى إتخاذ القرار، والتركيز على مبدأ المساواة داخل المجتمع والتخلص من مرض الآبائية وآفة التقليد بوصفها كابحاً للتجديد والإبداع، غير أن محور كل ذلك هو السعى لإقامة مجتمع المعرفة وتقديس العلم والتعلم.
تلك كانت تجربة اليابان فى النهضة والتنمية المستدامة والتى آمنت بحب العلم والعمل الجاد الدؤوب؛ فأضحت واحدةً من أفضل إقتصاديات العالم حاليا.

ودائما وأبداً سنحيا تُعد سنوات ١٨٥٣- ١٨٦٧م الأكثر خطورة فى تاريخ اليابان الحديث والمعاصر، فقد وجه الكومندور الأمريكى بيرى إنذاراً إلى اليابانيين بتاريخ ١٤يونيو ١٨٥٣م قضى بفتح الموانى اليابانية فوراً أمام الملاحة الدولية، سلماً أو بالقوة، وأُجبرت اليابان على توقيع إتفاقية مذلة ومجحفة بحق اليابانيين. بدأت بإتفاقية كاناغوا للصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكيةفى٣١ مارس١٨٥٤م، وألحقت بها إتفاقيات متشابهة مع دول أوروبية عدة.
وكانت أخطر نقاط تلك الإتفاقيات البند الذى ينص على رفض الأجانب للمثول أمام المحاكم اليابانية وإصرارهم على أن تتم محاكمتهم أمام قناصل دولهم، بالإستناد فقط إلى قوانين الدول التى ينتمون إليها، فشكلت الإتفاقيات الجديدة إنتقاصاً حقيقياً لسيادة اليابانيين على موانئهم وجعلتهم فى موقع شبيه بالصين ودول أسيوية أخرى خضعت للأحتلال الأجنبى ، فرغم بقائها دولة حرة، بدأ التعامل الغربى معها كما لو كانت محتلة.
شكل إنذار بيرى عام ١٨٥٣م نقطة تحول فى تاريخ اليابان المعاصرة، تنبه فيه اليابانيون حكومة وشعباً إلى مخاطر الغزو الخارجى الوشيك من جهة ومدى قدرة البنى الداخلية على مواجهة ذلك الغزو
من جهة أخرى.
فأختاروا، دون تردد العمل على تصليب الجبهة الداخلية وتماسكها بحيث تعجز القوى الأجنبية عن اختراقها.
وكانت أولى الخطوات العملية فى هذا المجال إنهاء حكم أسرة توكوغاو سلمياً، لينتهى معها عزلة شبه تامة استمرت قرابة ٢٥٠عاماً عن العالم الخارجى، والإلتفاف حول الإمبراطور الميجى، والعمل الجدى لبناء مجتمع عصرى قادر على المجابهة على كافة الأصعدة (( العسكرية، والسياسية، والثقافية، والاقتصادية، وغيرها))

لقد برزت قيادة يابانية جديدة حظيت بالثقة الشعبية للقيام بما هو ضرورى لحماية اليابان من المخاطر الداخلية والخارجية المحدقة بها.
وهكذا تولى الإمبراطور الفتى موتسوهيتو (١٨٥٢-١٩١٢) الحكم فى الأيام الأخيرة من العام ١٨٦٧م وتلقب بإسم الإمبراطور الميجى (أى المصلح المتنور أو صاحب السلطة العادل)، وذلك فى يناير ١٨٦٧م، ولما كان الإمبراطور الجديد لايزال فتى صغير السن، فقد شارك فى عملية الإصلاح أربعمائة مستشار.

سنحيا بالأمل فى الله. ……. سنحيا بالعلم ……… سنحيا بالكفاح ……… سنحيا بالتسامح …. …. سنحيا بالإبتسامة الجميلة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.