الهجرة إلى سنة رسول الله ﷺ 4 بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

الهجرة إلى سنة رسول الله ﷺ 4

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

ومن الهجرة إلى رسول الله ﷺ حبه واتباع سنته ، وذلك لقوله :

“ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان ، من كان الله ورسوله أجب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار”.

“من أشد أمتي لي حبا :
ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله”.

“لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ، والناس أجمعين”.

قال تعالى :

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً .

(الأحزاب: 21).

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً .

(الأحزاب: 36).

..وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ.

(الحشر: 7).

وقال رسول الله ً ﷺ :

“ألا أخبركم بالمؤمن؟
من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمجاهد هو من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب” .

أحمد وابن حبان .

وقال صلى الله عليه وسلم :

“إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش ، فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش ، وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم :
أمرهم بالقطيعة ، فقطعوا أرحامهم ، وأمرهم بالفجر ففجروا ، وأمرهم بالبخل فبخلوأ” .

فقال رجل : يا رسول الله ! وأي الإسلام أفضل ؟

قال ﷺ :

“أن يسلم المسمون من لسانك ويدك .

قال: يا رسول الله ! فأي الهجرة أفضل؟

قال: “أن تهجر ما كره ربك”.

وقد لخص العبد الصالح إبراهيم بن أدهم (رحمه الله) ضرورة الهجرة إلى الله بهجر الذنوب والآثام في حوار مع أحد المسلمين قال له:

يا إبراهيم ! إني مسرف على نفسي ، فاعرض علي ما يكون لها زاجرا.

فقال له إبراهيم : تذكر خمساً ، فإن عملت بها لن تقع في معصية الله ، وإن زلت قدمك سرعان ما ستتوب إلى الله جل وعلا.

قال : هاتها يا إبراهيم .

قال إبراهيم :

أما الأولى : فإذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه.

قال: كيف ذلك والأرزاق كلها بيد الله؟

قال: فهل يجدُر بك أن تعصي الله وأنت تأكل من رزقه؟

قال: يرحمك الله يا إبراهيم .

هات الثانية.

قال: أما الثانية :

فإذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان ليس في مُلكه فاعصه عليه .

قال: وكيف ذلك يا إبراهيم ؟ والمُلك مُلكه، والأرض أرضه ، والسماء سماؤه ؟!

قال : ألا تستحي أن تعصي الملك في مملكته؟ قال: يرحمك الله.

هات الثالثة.

قال: أما الثالثة :

فإذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك الله فيه.

قال: وكيف ذلك ، والله يسمع ويرى؟!

قال: ألا تستحي أن تعصي الله وأنت على يقين أنه يراك؟!

قال: يرحمك الله . هات الرابعة.

قال: أما الرابعة :

فإذا جاءك ملك الموت وأراد أن يقبض روحك ، فقل له : أنظِرني ساعة حتى أتوب إلى الله وأدخل في طاعته.

قال: كيف ذلك يا إبراهيم؟
والله جل وعلا يقول:

﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾

(الأعراف: 34)

قال : فهل يَجدُر بك وأنت تعلم ذلك أن تُسَوّف التوبة وتؤخر عمل الطاعات؟!

قال: يرحمك الله هات الخامسة .

قال: أما الخامسة :

فإذا جاءتك زبانية جهنم لتأخذك إلى جهنم فإياك أن تذهب معهم .

فبَكى الرجلُ ، وعاهَدَ الله عز وجل على الطاعة…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.