الوسم ومعاناة اللاجئين
الوسم ومعاناة اللاجئين
تجربة جديدة يخوضها الفنان السوري قصي خولي تجربة جديدة من خلال مسلسل “الوسم”، الذي طُرح على إحدى المنصات الإلكترونية ويجسد فيه مآسي اللاجئين الساعين للاستقرار.
وقصة المسلسل “الوسم” قصة 4 شبان في رحلتهم من سوريا إلى اليونان المحفوفة بالمخاطر والموت، التي يتحول فيها بطل العمل قصي خولي، من ضحية إلى جلاد، بعدما يتم تكليفه بأعمال إجرامية يقضي فيها على كل من يعارضه، ثم يجد نفسه بمواجهة رجال المافيا من جهة ورجال القانون من جهة أخرى، وكل ذلك في قالب بوليس تشويقي.
“المسلسل يتحدث عن حالة اللجوء التي حدثت في العالم بشكل عام، وبالأخص اللجوء السوري، ورفض أوروبا للاجئ، وقصة العودة”.
قصي خولي”يجسد في المسلسل شخصية نورس، وهو واحد من هؤلاء اللاجئين الذين تلوثوا بسبب المشاكل المحيطة به، وبرأيه أنه آت لإنقاذ نفسه وعائلته، فينتقم بسبب الأحداث التي عايشها، محاولا أن يبني إمبراطوريته الصغيرة التي يكون فيها قادرا على السيطرة ويمتلك السلطة”.
وأما فكرة العمل التي وضعت منذ 6 سنوات وانتظروا حتى الآن لتنفيذها،
ومما زاد من صعوبة التصوير، ظروف السفر في ظل القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا.
مخرج العمل، السوري سيف الدين سبيعي،، قال: “يتكون العمل من جزءين، وكل جزء يحتوي على 7 حلقات، وما جذبني لإخراجه وخوض مثل هذه التجربة قصر مدة حلقاته، بالإضافة إلى فكرة التصوير في أكثر من بلد، التي تشكل فرصة بحد ذاتها للاطلاع على الثقافات الأخرى، وعلى شكل الحياة في هذه البلدان، ومحاولة نقل هذا النبض بشكل أو بآخر”.
وأعرب السبيعي عن إعجابه بموهبة خولي، مضيفا: “دائما يقدم الجديد في أدائه، فهو موهوب جدا ولديه الإمكانية لتقديم نفسه بشكل مختلف، وهذا ما ميزه وحوله إلى نجم عربي بإمتياز. ما يقدمه في كل عمل مثير للدهشة ويؤكد على أنه يعمل على تطوير نفسه بشكل منتظم، وهذا عهدي به منذ بدايات تعاوننا سويا”.
كما كشفت الممثلة اللبنانية ميرفا قاضي أبعاد شخصية “ألكساندرا” التي تقدمها في المسلسل، قائلة: “إنها شخصية قاسية، ولا رحمة لديها”.
و “هذا الدور ليس سهلا أبدا، وقد عملت عليه بجهد كبير لأقدمه بالصورة التي سيتابعني بها المشاهد. ألكساندرا زعيمة عصابة في سلوفينيا، لذلك صورت كل مشاهدي في هذا البلد الرائع الذي زرته للمرة الأولى، لكن بلا شك لن تكون الأخيرة”.
واستطردت: “كانت أجواء التصوير قاسية بسبب البرد، إذ وصلت درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر، أما أبرز ما جذبني في العمل هو عدم احتوائه على المبالغة في التمثيل، وهذا قلما نجده في الأعمال في عالمنا العربي”.
كاتب العمل بسيم الريّس، فأوضح سبب إطلاق كلمة “الوسم” عنوانا للمسلسل، قائلا: “إن كان الوسم على الإنسان فيسمى بالوشم، أما إن رسم على الحيوان فهو الوسم، وهنا تكمن بداية قصة العمل وعمودها الفقري”.
وتابع: “في الحقيقة يوجد في داخل شخصية البطل التي بنيتها في العمل التي يؤديها خولي. وحش نائم يتعرض لظروف وأحداث، لينهض ويتسيقظ بعد ذلك. وهو شخصية ذكية وحساسة جدا، كما أن لاسمه (نورس) دلالات على أن لديه رحلة يقوم بها ضمن أحداث يتداخل فيها الواقع مع الخيال”.
وتابع: “هذا الوحش الذي يخرج من داخله يتغلب على كل أعدائه وعلى كل الصعاب التي تواجهه، حتى يتغلب في النهاية على ذاته”.
كما اعتبر الفنان إسماعيل تمر أن دوره في المسلسل يعد من الأدوار المهمة في العمل، التي تتمتع بتأثير كبير على مجريات الأحداث، نظرا لكونه يتشارك غالبية مشاهده مع البطل خولي.
قال”عندما قرأت النص، لمست مدى تعب فريق العمل على الإنتاج وعلى الفكرة التي قدموها، وتأكدت من عظمة المجهود الذي بذلوه لتطوير هذا العمل، وتخصيص كل هذا الجهد والطاقة والمزانية الكبيرة لتقديمه للمشاهد بصورة تضاهي تلك التي نشاهدها في الأعمال الدرامية الغربية”.
ومن جهة أخرى، أكد تمر أنه “واجه تحديا في هذا العمل لإثبات نفسه كممثل، بعدما لمع نجمه كمغني راب”، مضيفا: “درست التمثيل أساسا في الجامعة، وقد تعبت على هذه الشخصية التي أؤديها في المسلسل، وفهمت بعمق أكبر مهنة التمثيل، وقدمت كل ما أملك لأظهر بصورة صحيحة بعيدة عن الصورة التي عرفني بها الجمهور كمغني راب”.