الوظيفية أمانة

الوظيفة أمانة

بقلم/ سليمان شعراوي

 

تعتبر الوظيفة وأسرارها أمانة من أعظم الأمانات وأجلها شأنا..

قال تعالي:

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

والموظف مسؤول عن هذه الأمانة أمام الله وأمام مسؤوليه بحفظ هذه الوظيفة وعدم التفريط في هذه الأمانة  ، ولذلك لما طالب أبو ذرالغفاري (رضي الله عنه) بوظيفة ردعليه النبي (صلى الله عليه وسلم)« ياأبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وأنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه».

 

فأين هذا التوجيه من وضع الكثيرين ممن يتسابقون إلى الوظيفة دون أن يفكروا في تبعاتها ومسؤولياتها والسؤال عنها يوم القيامة.

بل إين هذا التوجيه عن كثير من الموظفين الذين يتهاونون فيها وفي أوقات أعمالهم، ومن أبرز مظاهر التهاون التسيب الوظيفي:

  • تأخر الموظف عن ميعاد العمل، وخروجه في أثنائه أو قبل إنتهائه.
  • إنشغاله طوال الوقت بقراءة الصحف والحديث عبر الموبايل والمزاح مع الزملاء.
  • تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
  • خروجه لإنهاء بعض مصالحه وأعماله الشخصية وغيرها من السلوكيات الوظيفية بما يسمى بالتسيب الوظيفي .

وكل ذلك يؤدي في نهاية الأمر إلى إهدار ساعات العمل وتعطيل مصالح الناس.

  • ومن مظاهر تضييع الأمانة الوظيفية أيضا أن يستغل الرجل منصبه لجر منفعة إلى شخصه أو قرابته فإن التشبع من المال العام جريمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من إستعملناه على عمل فرزقناه رزقنا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول ” . وقال تعالى” ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة “.

 

ولأن الوظيفة أمانة فإن من أبرز ملامح الأمانة ما يلي:

 

  • الموظف فرد يقوم بعمل صالح لخدمة المجتمع فلابد أن يلتزم بأداء مهمته بأمانه وضمير.
  • أداء العمل بإخلاص وإتقان فلا يستخدم الموظف وظيفته لتحقيق مصالح شخصية.
  • الانضباط في وقت العمل لأن وقت العمل ملك لعمل الموظف وليس ملكا له.
  • التعامل مع العملاء وأصحاب المصالح بالكلمة الطيبة ويشعرهم بأنه لم يوجد في موقعه إلا لخدمتهم وتسهيل أمورهم.

 

  • وأخيرا أدرك أننا لسنا ملائكة وأن الموظف إنسان مهما بلغت درجته الوظيفية لكن أقول من أمن العقوبة أساء الأدب ، والحمد لله موجود كثير من الرجال والنساء الذين يتقون الله ويراقبونه في أعمالهم الوظيفية، ويسعون لإنهاض بلادهم وأوطانهم لرفع مكانتها.

 

فاللهم وفقنا جميعا لأداء الأمانة وأرحمنا من الإضاعة والخيانة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.