اليأس طريق الانهيار

ألستم معي أن اليأس إذا تسلل  لأي شخص أصابه بالعطب ،تجده بلا مقدمات توقف عن البذل والعطاء ..عن الدافعية والإنتاجية وربما يدفعه ذلك يوماً للانتحار هذا هو اليأس في عموم أحواله ولكن ماذا عن اليأس في العلاقات وما عساه أن يفعل بنا!

كثيراً ما تعاني العلاقة الزوجية من وعكات وانهيارات وأزمات ،يتمكن الزوجان من تخطيها بتسامح وبذل و ربما مناقشات ومشادات  لحين التوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين أو ربما يرضي واحداً على حساب الآخر وهو يفكر أن هذا ما سيجعل المركب تسير ولكن المشكلة تنحل أو تؤجل  لحين .

وبغض النظر عن كون هذا التفكير صحيح أم خاطيء فالتعامل مع المشكلة هو الحل المثالي والبذل للوصول يجعلك يوما تصل لما تريد ،أما اليأس الذي ينتاب أحد الطرفين أو كليهما ينذر بانهيار أكيد ،ولذلك فلا ينبغي للزوج والزوجة أن يخفي أحدهما عن الآخر طبيعة مشاعره حيال أمر يمس العلاقة ،معتقدا بيأس أنه لن يتغير ولن يجدي النقاش بل على العكس مجرد تسجيل اعتراضك على أمر معين وتمسكك بهذا الاعتراض أشبه بنقطة الماء التي ستفلق الحجر بعد حين ،كما أن الذكاء والحنكة تقتضي بأن تطرق كل الأبواب لتصلح من العلاقة لا أن تقف متحجرا تتبع طريق واحد لا يتغير بالرغم من تكرار الفشل من خلاله.

مؤلم للغاية ما نجده اليوم من تفكك أسري ووجود علاقات وزيجات غير سوية تصل أبعادها للأطفال ولتوجهاتهم نحو الجنس الآخر وحكمهم عليه وكذلك ميل الكثير من الشباب للعزوف عن الزواج خوفا من التحوّل الذي يعتري العلاقات مع مرور الزمن، وكم الحزن والأسى الذي يعانيه الأبناء من أثر ذلك.

والمصيبة الأكبر هو الارتفاع الهائل في نسب الطلاق ،وبالتحديد الطلاق في خلال العام الأول من الزواج وكذلك بعد تجاوز سن الستين والذي لا مبرر له من وجهة نظري فيها غير ذلك الشعور باليأس من العلاقة  ولنفكر معاً في كلا الحالتين بتمعن فإن كان اليأس قد تملك زوجين قاربا أو تخطا الستين فمن الممكن أن يكون للأمر أسباب وجزور ممتدة من تحمل سنين من المتاعب والشجار وربما وجود الأبناء وحرص الوالدين على تربيتهم في كنف أسرة من أب وأم وأولاد كان الدافع وراء استمرار العلاقة أيماكان شكلها ،وبمجرد وصول الأبناء لسن الزواج والعمل قررا الوالدين الانفصال وبالرغم من كون الأمر غريبا على مجتمعاتنا إلا أنه وارد خاصة مع تقدم العمر وقلة المرونة المطلوبة في قوام أي علاقة ،ولكن صغار المتزوجين كيف ينتابهم اليأس دون محاولة ودون تجربة وحتى دون تدخل من الكبار فهل وصل التشويه الذي أحدثه علاقات الآباء لهذا الحد من التأثير على أجيال يئست من دون محاولة لتشربهم بخبرة من سبقوهم من إخفاق وتشوه في العلاقات وسلبية نمت معهم حتى عجزوا عن التوجيه السليم لأبنائهم  لافتقارهم  للنصيحة

وعدم تقبلها ممن يسدونها من الكبار لأنهم كانوا في الحقيقة قدوة سيئة لا يحتذى بها بدون قصد منهم فتحمل الزوجة للإهانة في سبيل أبنائها ليس حلاً فأنت تشوهين من معنى التفاني وتحمل الرجل لزوجة سليطة اللسان بقاءً على العشرة يجعله مسخ في عيون أبنائه والحل ليس اليأس والبتر بالطلاق العاجل أم الآجل بالعكس الحل في التفاني في الإصلاح والتحمل من أجل صلاح العائلة واحترام الطرفين لبعضيهما لا الركون والانهزام والتنازل عن الحقوق وعدم القيام بالواجبات يأساً من الحصول على حياة أفضل.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.