اليوم..الليلة الختامية لمولد السيد البدوى

كتبت / خلود طه

يختتم مولد السيد أحمد البدوى بطنطا ، مساء اليوم الخميس ، والذى انطلقت فعالياته يوم الجمعة الماضي ،وسط الكثير من الابتهلات والسرادقات للطرق الصوفيه المختلفة .

ومن المتعارف عليه ، أنه عندما توفى السيد البدوى رضى الله عنه عظموا قبره وبنوا عليه وستروه ، وقام بأمر تلاميذه من أصحابه الشيخ عبد المتعال فسموه خليفة السيد ، وعمر بعده طويلاً نحو سبع وخمسين سنه ، وهو صاحب الثوب الأحمر الذى يلبسه الخليفه فى المولد كل سنه ، كما بنى بمقام سيدى أحمد البدوى المنارة ، ورتب السماط ، وشيد أركان البيت وقصده الناس للزياره من الأقطار البعيده.
أن أصل عمل ذلك المولد أن أتباع السيد لما سمعوا بوفاته حضروا بأتباعهم إلى طنطا وقتها كانت طنطا قريه صغيره لا تسع هذه الجموع ، فضربوا خيامهم خارجها حيث يعمل المولد الكبير ، وأقاموا فى تلك الخيام ثلاثه أيام ، ولما أرادوا الرحيل ، شيعهم الشيخ عبد المتعال ، فقالوا له : هذه عادة مستمرة نحضر هنا كل عام فى هذا المولد فى نفس الميعاد إن شاء الله تعالى إلى ما شاء الله ، واستمرت هذه العادة فنشأ من ذلك المولد الكبير ، وكان فى الأصل ثلاث أيام ولم يزل يزداد إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن ، وكما أن منشأ ركوب الخليفة فى آخر المولد هو ركوب الشيخ عبد المتعال لتوديع هؤلاء المشايخ .
ضريح السيد البدوى ومسجده ، يشهدان نشاطاً مكثفاً قبل المولد وخلاله فتزين ساحه الجامع والميدان بأعلام ورايات الطرق الصوفية ، وبالسرادقات الضخمه ، وتعقد حلقات الذكر عقب صلاة العشاء ، وطوفان الزوار لا ينقطع وحركتهم لا تهدأ ، ورجال ونساء وأطفال يتدافعون نحو ضريح السيد وصيحات يتجاوب معها الجميع : “مدد يا شيخ العرب … يا سيد” و “إسعى وصلى على النبى” و “المدد .. يا أهل المدد” و منهم من يتشبث بالضريح ، معانقاً ومقبلاً ، ومن لم يستطع الوصول إليه ، يقف ملوحاً بيديه ، متمتماً بالدعاء وقراءة الفاتحه ، ومنهم من يخر مقبلا عتبات الضريح ، ومن الرجال من يخلع شاله ويربطه فى المقصوره ، والبعض يكتفى بلمس المقصوره ثم يمسح بيديه على وجهه وصدره ، والجميع فى حاله من النشوه والوجد !
ويحظى الحجر الموضوع فى الركن الشمالى الشرقى ، باهتمام الزوار ، فالجميع يحاولون لمسه جلباً للبركه ، وهو من الصخر وعليه آثار قدم يقال أنها قدم النبى !

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.