اليوم ذكرى رحيل عصفور الفن الحر “صفحات من حياته”
اليوم ذكرى رحيل عصفور الفن الحر “صفحات من حياته”
فى حكايات من زمن فات…
تكتبها : غادة العليمى✍️
لم يكن نجم شاشات بالمعنى المتعارف عليه.. لكنه كان صاحب طلة خاصة، متميز فى اداؤه، متنوع فى أدواره، متفرد فى قدرته على لعب أى شخصية بنفس الكفاءة.
كان يغرد وحده خارج السرب.. كعصفور حر فى سماء الفن..
هو الفنان القدير الجميل / سعيد عبد الغني
الذي تحل علينا هذه الأيام ذكرى وفاته الثالثة ففي مثل هذا اليوم منذ ٣ سنوات توفي الفنان والصحفي والمراسل الحربي سعيد عبد الغني صاحب لقب الفنان الجنتلمان الشيك وتحديدا في يوم ١٨ يناير سنة ٢٠١٩، قبل أن يتم الـ ٨١ عاما من عمره بأيام معدودة..
حيث ولد في يوم ٢٣ يناير سنة ١٩٣٨ بقرية نوسا البحر التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، وكان متزوجا من شقيقة الفنانة زهرة العلا، وأنجب منها ابنه الفنان الشهير أحمد سعيد عبد الغني، كما أنه تربطه صلة قرابة بأمير الصحافة المصرية محمد التابعي، وكذلك مع الشاعرين الكبيرين كامل ومأمون الشناوي من جهة أخرى، وأنه أحب الصحافة و دخل مجال الكتابة الصحافية من خلالهم.
تخرج الفنان سعيد عبد الغني من كلية الحقوق في سنة ١٩٥٨، وعمل صحفيا بجريدة الأهرام ثم أصبح مراسلا حربيا للجريدة خلال حرب يونيو ١٩٦٧، وفي أرض المعركة شاهد زملاءه المراسلين يُقْتَلون أثناء تغطيتهم لأحداث الحرب مما أثر على نفسيته بشدة وبعد انتهاء الحرب أصيب بالاكتئاب وأبيض شعر رأسه من الأهوال التي شاهدها، وبمجرد عودته إلى العمل بالأهرام قدم طلبا لإدارة الجريدة طلب فيه تحويله إلى العمل بقسم الفن، ومن يومها وهو يغلب عليه ارتداء الملابس ذات الألوان الزاهية وكان محب للون الأبيض خاصة في جميع ملابسه حتى حذاؤه..
وقد تولى الفنان سعيد عبد الغني رئاسة القسم الفني بجريدتي الأهرام والأهرام المسائي، وكانت الصفحة التي يحررها تعد واحدة من أجمل وأمتع الصفحات الفنية في الصحافة المصرية، وذكرت بعض المصادر أنه قد كتب قصة فيلم “سري جدا” الذي قامت ببطولته نبيلة عبيد وسمير صبري ومحمود المليجي وقام بإخراجه المخرج عادل صادق سنة ١٩٧٧.
وهو يعد واحدا من الفنانين الذين تعددت أعمالهم في المسرح والسينما والتليفزيون، ومن أشهر أعماله المسرحية مسرحية “الفرافير” و مسرحية “المهزلة”، ومن أشهر أفلامه السينمائية فيلم “موعد مع الرئيس”، و”دموع صاحبة الجلالة” و”مهمة في تل أبيب”، و”بخيت وعديلة” الجزء الثاني، و”رسالة إلى الوالي”، و”حبك نار”، و”إحنا بتوع الأتوبيس”، و”حبيبي دائما”، و”حدوتة مصرية”، و”زوج تحت الطلب”، و”امرأة واحدة لا تكفي”، ومن أشهر مسلسلاته “الباحثة”، و”صرخة بريء”، و”الغربة”، و”الثعلب”، و”الفرسان”، و”رد قلبي”، و”شمس الأنصاري”..
كانت بدايته الفنية على خشبة المسرح بمسرحية (القرار) على مسرح الطليعة عام ١٩٧٣، ثم عدد من الأعمال التليفزيونية، وكانت مشاركته السينمائية الأولى في فيلم (الفاتنة والصعلوك) ١٩٧٤ وهو في سن الخامسة والثلاثين، وبعدها تتابعت أعماله السينمائية والدرامية والمسرحية فقدم ٨٠ فيلما و١٠٠ مسلسل و ٣٠ مسرحية.
ورحل أثر إصابته بالتهاب رئوي حاد في صباح يوم الجمعة الموافق ١٢ جمادى الأولى ١٤٤٠ هـ / ١٨ يناير ٢٠١٨.
تاركا خلفه تاريخ فنى من الأعمال التى لا تنسى لفنان لن يتكرر..