الْمُرَاهِقَة لَيسْت أُسْلُوب حَيَاة وَإِنَّمَا عَدَمُ تَأْسِيس وَتَرْبِيَة / كُتِبَت زَيْنَب النَّجَّار . .

الْمُرَاهِقَة لَيسْت أُسْلُوب حَيَاة
وَإِنَّمَا عَدَمُ تَأْسِيس وَتَرْبِيَة 
تصدمنا بَعْض ممارسات ومصطلحات الشَّبَاب والمراهقين عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ
وَالْأَمَاكِن الْعَامَّة كَالْأَسْوَاق وَالْحَدَائِق ، وَقَد نستغرب كَيْف تَنْمُو هَذَا الْمُصْطَلَحَات وَتَنْتَشِر بِطَرِيقِه سَرِيعَة ، وَنَحْنُ قَدْ تربينا عَلَى جِيل غَيْر جيلهم وَنَرَى أَنْ الْمُصْطَلَحَات الَّذِي يطلقوها ، فِيهَا خَدَش لِلذَّوْق الْعَامّ ، وتنم عَنْ عَدَمِ احْتِرَامِ الْآخَرِين ، فَهَذِه الْمُمَارَسَات وَالْأَلْفَاظ تَأْتِي مِنْ عَدَمِ التَّرْبِيَة
فَلَا يَجُوزُ أَنْ أَطْلَقَ مصطلحات بيئية بِهَا تَلَوُّث سَمْعِي مِثْل (ياسطا ، كراش ، اشطا ، احْلِق أَنْجَز يَا برنس)
وَلَا يَجُوزُ مِنْ الأهَالِي والمربيون أَنْ يُطْلِقُوا عَلَى هَذِهِ الْفَتْرَةِ مَرْحَلَة مُرَاهِقَةٌ ، فَلَا يخدعكم كَلِمَة أَنَّه مُرَاهِق يَعِيش فَتْرَة مراهقته ويجاري أَبْنَاء جيله ، وَلَابُدَّ أَنْ يُجَرِّب كُلّ ماهُو غَرِيبٌ وَجَدِيدٌ ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ تَتَطَلَّب الصَّبْر
فَهَذَا شَيّ غَيْرُ صَحِيحٍ وَلَا يُمْكِنُ الْقَبُول بِه . .

الْمُرَاهِقَة لَيسْت أُسْلُوب حَيَاة وَإِنَّمَا عَدَمُ تَأْسِيس وَتَرْبِيَة 

أَنَّهَا تَرْبِيَة وتأسيس أَسَرَه وَسُوء تَعْلِيم وتعثر مَعْرِفِي فِي الْمَعْلُومَات لَدَى الشَّبَاب وَقُصُور إِنْسانِيٌّ يَتَعَدَّى عَلَى عاداتنا وتقاليدنا وحقوقنا دُون احْتِرَام أَوْ تَقْدِيرِ . . .

فَلِمَاذَا لَا نَعْلَمُ لأولادنا الْحَبّ وَالتَّقْدِير وَاحْتِرَام الْآخَرِين
لِمَاذَا لَمْ يُقَوَّمْ الشَّابِّ أَوْ الْمُرَاهِق بِدُور تَحْمِل مسئولية ، لِمَاذَا لَمْ نَقُوم بتغذيتهم بِالْمَبَادِئ وَالْقَيِّم الدِّينِيَّة الصَّحِيحَة وَالْمَعَارِف وَالْعُلُوم الْمُخْتَلِفَة . . .

هَل سنقول لِأَنَّه مُرَاهِق وَلَا يَسْتَطِيعُ ، وَكُلّ أَبْنَاء جيله واجيالنا السَّابِقَة مَرَّت بِهَذَا الْعُمْر وَلِكُلّ جِيل عَلَى مَرِّ الْعُصُورِ لَهُ عُمَرُ مُرَاهِقَةٌ . . . .

فمصطلح الْمُرَاهِقِ الَّذِي يُطْلَقُ الْآن مُصْطَلَح ظَالِم يُطْلَق تَحْت مسمي عَدِيم الْأَخْلَاق وَالتُّرْبِيَّة . .
فَلِمَاذَا لِمَا نفتدي بنماذج جَمِيلَة مِنْ عَصْرِ الصَّحَابَةِ فَقَدْ نَجِدُ أَمْثِلَةٍ مِنْ الشَّبَابِ والمراهقين الَّذِين ضَرَبُوا أَرْوَع الْأَمْثِلَة فِي الرُّجُولَة وَالْأَخْلَاق وَالْقَيِّم وَهُمْ فِي سِنِّ الْمُرَاهِقَة . . .

وَمِنْهُم الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ “سعد بْنِ أَبِي وقاص” كَانَ عُمْرُهُ ١٧ عاماَ وَكَانَ أَوّلَ مَنْ رَمَى السَّهْمَ فِي الْإِسْلَامِ .

“أسامة بْنِ زَيْدٍ الحارث” قَاد جيشاً وَعُمْرَة ١٨ عاماً . .

“الصحابي الْأَرْقَم فَتْح بَيْتِه مقراَ لِلدَّعْوَة فِي مكة” لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” وَكَانَ عُمْرُهُ ١٦ عاماَ . .

أَلَيْس هَذِه سُنّ مُرَاهِقَةٌ ، الْفَرْقَ هُنَا يُوَضِّح قِيمَة زَرَع الْقَيِّم وَالْأَخْلَاق وَالتُّرْبِيَّة . .

فَنَحْنُ مَنْ نأسس ونربي ونعتني ، نَحْنُ مِنْ نهيئهم لِسَنّ الْمُرَاهِقَة وَتُحْمَل المسئوليات وَتَرابُط المباديء وَالْقَيِّم وَالْأَخْلَاق . .

وَأَيْضًا نَحْنُ مِنْ تَرَكْنَاهُم لتوافه الْأُمُور تَحْت مُسَمَّى يَعِيش سُنّ الْمُرَاهِقَة بِمُتَابَعَة المبارات والأفلام الْفَاسِدَة الْمَفْسَدَة لِلْأَخْلَاق وَالْقَيِّم وافهات السويشال ميديا وَالِاهْتِمَام بِالْوَسَائِل وبرامج عقيمة تربيهم وتُشَكِّل أَفْكَارِهِم وتبعدهم عَن التَّرْبِيَة الصَّحِيحَة ، وَقَد أضعنا الهَدَف .
فالمسئولية الْأُولَى تَرْبِيَة وَتَقْوِيم سُلُوك ، ثُمَّ يَأْتِي دُورَ الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة كالمدرسة وَالْجَامِعَة
وَاَلَّتِي لَهَا دُورٌ كَبِيرٌ فِي تَأْسِيسِ الْمُرَاهِقِ عَلَى مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الْمُخْتَلِفَة .

فَعَلَيْنَا أَن نَخَاف اللَّهُ وَأَنَّ نُرَبِّي
أَبْنَاءَنَا مِنْ صِغَرِهِمْ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللَّهِ وَالْحِرْصِ عَلَى الْعِبَادَاتِ وَالصَّلَاة وَالْعِفَّة وَالسَّتْر وَالْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ ، ويعتمدون عَلَى اللَّهِ فَسَوْفَ يُخْرِجْ لَنَا جِيل قَوِيٌّ وَاثِق مِنْ نَفْسِهِ لَا يَخَافُ مِنْ نزوات الْحَيَاة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.