“امرأة تقف وحيدة” خاطرة للكاتبة ايمى يوسف
“امرأة تقف وحيدة” خاطرة للكاتبة ايمى يوسف
بقلم:ايمى يوسف
هناك فالخيال البعيد علي محطة الأمنيات
كانت هناك امرأة تقف وحيدة وبات وجهها شاحب وحزين رايتها تقف وكأنها تنتظر لا قطار الأماكن بل قطار الخيال.
وقفت تنتظر قطار أحلامها وكانت تسرح بخيالها بعيدا جدا لتري كم السعادة الآتية لها أو كم السعادة التي تتمني هي أن تكون آتية إليها وظلت تنتظر وتنتظر.
وكانت في كل مرة يأتي إليها قطار تقف وتتسمر مكانها وتفكر كثيرا وبالأخير وبعد طول تفكير ترفض أن تستقل ذاك القطار ظنا منها بأنه ليس بقطارها المنتظر وأبت أن تقبل وترضي بأي قطار مر علي محطتها ظنا منها بأنه ليس هو قطار الأمان والسعادة التي طالما حلمت بها.
وان هذا القطار أتي إليها مخطئا إلي أن أتي قطار أخيرا توسمت انه لها وفرحت به كثيرا وهرولت مسرعة للدخول إليه قبل أن يذهب وكادت تطير من فرط السعادة والشعور بأنها أخيرا أطمئنت ووصلت لغاية أحلامها وأمانيها ولكن للأسف سرعان ما بدا القطار بالسير والتحرك بها عكس كل ما كان بخيالها وتوقعاتها وعكس كل ما توسمت فيه من محطات ملؤها السعادة.
فخزنت مرة أخري وشحب وجهها ثانيا ,وأخذت تصرخ فزعا لتستنجد بأي احد باستطاعته أن يوقف تلك القطار وينقذها من مصير مجهول ولا تعلمه ولكن دون جدوى ودون أن يشعر بها وبألمها أي شخص وكأنها وحيدة.
فالكون لا يراها احد فقررت أخيرا وهي فقمة الحزن والآسي والشعور الحاد باليأس وقلة الحيلة أن تلقي بذاتها من القطار وهو لازال يجري مسرعا بها لمحطات الخيبات والخذلان حتي وان كان إلقائها بذاتها خارجه يحطمها بالكامل وينهي حياتها وأحلامها.
فهي تعلم جيدا إنها أيضا مخطئة حين اتخذت قرار باستقلال القطار الخطى لأنه كان عليها أن تتريث وتتأني وتسال من سبقها فرحلة الحياة لكي تتعلم وتعرف عواقب قرارها هذا وكان يجب عليها أن تعرف جيدا ومسبقا إلي أين يذهب بها وماهي المحطات المستقبلية لتلك الرحلة لأنه فالنهاية بدلا من الوصول للحياة كان الوصول للموت المحتم.
ماعلينا أن نتعلمه دائما ومن تلك القصة خصوصا انه يجب إذا قمنا باتخاذ قرار نهائي للسفر أن نتأكد أولا من أن تلك الرحلة ستمر حتما بمحطات السعادة لنا وان المحطة الأخيرة المنتظرة هي محطة الأمان والسكينة والسعادة.
لئلا يمضي قطار العمر دون الوصول لقطار الأحلام والاستقرار