انتظرتُكِ للشاعر الدكتور أحمد عبد الواحد محمد
انتظرتُكِ . . . .
د. أحمد عبد الواحد محمد
بِشَوْقِ السِّنِين وَكُلّ الْحَنِيْن . . .
انتظرتُكِ . . .
أضأتُ الشُّمُوعِ فِي كُلِّ الرُّبُوع .
نثرتُ الْوُرُود ..
بِقَلْبِي الْوَدُود …
وعصافير الكناري كَانتْ عليّ شُهُود .
لَوَّنَتُ السَّمَاء
حَوْلَ الْمَسَاء بأبهى العطور . .
وانتظرتُك ِ. .
بِصَبْر الْعَلِيل لدواءٍ وارتواء …
وَأَنْتِ الطَّبِيب لدائي وَالدَّوَاء .
وانتظرتُكِ . . . .
بذَوْقِ الْأَمِير ِ
وعطرٍ غَدِيرِ
وَثَوْبِ حَرِيرٍ . . .
انتظرتُك ِ. . . .
أعدُّ الْأَمَانِيّ
فِي لَحْنِ الْأَغَانِي
وروحتُ أحلّق حتى كدتُ أنْ أَطِير . . .
وانتظرتُكِ . . .
بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّة بِنُورِ الْقَمَر
لُزُوم السَّهَر . . .
انْتَظِرتك . . .
وكلّي اشْتِيَاق. . . .
لِلَحْظِة عَنَاق . . .
لتطفيءَ نَارَ الْجَوَى وَالْفِرَاق . .
وَشَوْق السِّنِين . . .
وانتظرتُكِ . . .
كُلَّمَا اقْتَرَبَ الْوَقْت زَادَت دقات قَلْبِي . .
وَزَاد الْحنيْن . . .
وانتظرتُكِ . . .
وَفِي رَأْسِي أَلْف قِصَّة وَقِصَّة لِمَا قَدْ يَكُونُ . . .
وَكَيْف سَيَكُون هذا اللِقَاء . . .
وَكَيْف سنروي عَطَش السِّنِين .
وانتظرتُكِ. . . .
مَلَأَتُ الْكُؤُوس . . .
بِشَهِد النُّفُوس . . .
وَعُبِّق الْأَمَانِيّ . .
وَشَوْق الْقُلُوب . . .
وانتظرتك . . . .
وضعتُ الْهَدَايَا . . .
فِي كُلِّ الزَّوَايَا . . .
أنرتُ المرايا . . . لِلَحْظِة صَفَاء .
وانتظرتك . . .
حبيبي سَيأْتِي . . .
وَكَانَ يَوْمَ سَبْتِي
طفقتُ أحَلّقُ جِوَار النُّجُوم . . .
وَمَاذَا أَقُولُ إنْ قالتْ حَبِيبِي . .
وَمَاذَا سأروي مِن أراضٍ جدوب…
وَأَيُّ شَيْءٍ أقبّلُ حين أراها . . .
أَقْبَل يَدهَا أَمْ قَلْبهَا . .
أألثُم جَميلَ جَبِينَهَا أَم شَهد الْعَسَل مِنْ ثَغْرهَا . .
تَمْر الثَّوَانِي سَاعَات طِوَال . . .
وكأنّي فَارِسٌ يرقُب نِزَال .
ووددتُ أنْ أقدّمَ
عقاربَ ساعتي…
فَفِي القلبِ لاعةٌ منْ طولِ انْتِظَار . .
أعدتُ تَعْطِير فِرَاشِي الْوَثِير
لخلّي الْأُثَيْل . .
ورحتُ أضيء شموع الْحَنَّان . .
فإنْ أقبلتْ قَبْل مَوْعِدُهَا
فسعدي …..
وإنْ أقبلتْ بَعْد مَوْعِدُهَا فنارُ انتظارِ ……
وانتظرتها…..
لِكَي أتنفَّسَ الْهَوَاءِ مِنْ قَلْبُهَا
وأهمس فِي أُذُنَيْهَا أنْ أنرتِ الْمَكَان . . . ولونتِ زماني بِعِطْر فَرِيد . .
وَجُعِلَت الْفُؤَاد يَرْقُص مِنْ جَدِيدٍ….
وانتظرتها..
لترفع عنّي وَعَنْهَا كُلّ الغُيُوم . .
وانتظرتها..
لأهمس لهَا كنايٍ حَزِين يَشْكُو الْأَنِين . . .
يَبُثّ الْحَنِيْن إلَى لوَتَر الكمانِ . .
وألَمِّعُ لَهَا لَيْلَها خاتماً خاتماً . . . إلَى أنْ يشقّ الفجرُ دَياجِي غِيَابِهَا . .
إلَى أَن يقولَ لَنا الليلُ :
لَم يَبْقَ غيركُما فِي الوجودِ . . .
ويقول :سأرحل ليأتي يوم جديد…
فأضمّك بِرِفْقٍ لِقَلْبِي والوتين . .
لَأَرْوِي قفارك ريّ محبٍّ كَرِيمٌ . .
وانتظرتك . . . .
وَبَيْنَمَا أَنَا بَيْنَ كرّ وفرّ وَفِكْر يَجُول وَقَلْب يَئِنّ . . .
فَإِذَا منبهي يَصْرُخ أَن كَفَاك
فُقمْ . . . .
فشهق القلبُ شَهْقَة الحَزِين …
وانقشع حلمي… وأراك تضحكين . . . .
وناجيتُ قَلْبِك
أنّي مُنْتَظِرٌ . .
لِيَوْم تَجُود السَّمَاءُ فيه بِالْمَطَرِ .
لِيَوْم أجدني وأَجِدْك أَمَامِي ، وليس فيه منبهي الحزين . . . .
د.أحمد عبدالواحد محمد