انف وفم وكيد عظيم …

انف وفم وكيد عظيم … 

بقلم / غادة العليمى

 

إلتصق الكيد بالنساء وصار مقرون وجوده بتواجدهن كما لوكانت المرأة تولد بأنف وعينان وفم وكيد عظيم
ووثق الكيد كبراءة اختراع خالصه للمرأة كما لو كان حرفة نسائية انثوية لا يحترفها الرجل مع انه فعل بشرى يقترفه الرجال والنساء معا والفارق الحقيقي بينهما ان كيد النساء عن حب وكيد الرجال عن حقد
ويعلل الكثير تلك الفكرة الثابته فى الاذهان

بالاستشهاد بقول الله فى الايه (28) من سورة يوسف بالقرأن الكريم
فى قوله تعالى ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )

رغم ان سورة يوسف ورد فيها الكيد على واقعتين وليست واقعة واحدة ..

الأولى فيها فى الأية رقم 5من نفس السورة فى قول الله ( يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) .
والثانية فى الاية 28 بقوله ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) .

فى الأولى الكيد كان لأخوة يوسف وهم رجال ( جمع رجل ) بمعنى ان الفعل جماعى وفى الثانية وردت فى أمر إمرأة واحدة .

الأولى كانت نتيجة كراهية أخوة يوسف له والثانية كانت لمحبة إمرأة العزيز له .
الأولى كانت عن تخطيط محكم وإصرار على الحاق الضرر والثانية – بغض النظر عن حرمة الفعل – كانت غير مقصود بها إلحاق الضرر بيوسف .
الأولى كانت من إخوته لحمه ودمه والثانية كانت من إمرأة لا تقرب له بأى صلة .
فى الأولى تحقق الضرر من أصحاب الفعل أنفسهم برميه فى البئر والثانية كان الضرر من أهل إمرأة العزيز بإلقاء يوسف فى السجن لمنع الفضيحة عن أنفسهم ولم تسجنه هى بنفسها اى ان سجنه لم يكن فعلها ولا أرادتها بل هى حين راودته عن نفسه لم تكن تتوقع ان تؤول الأمور إلى ما آلت إليه .
الأولى كانت لحقد دفين على يوسف من إخوته والثانية كانت لحظة ضعف بشرى من إمرأة العزيز ..
لاحظ ايضا عزيزى القارئ فى سياق السورة الآتى
إمرأة العزيز اعترفت بذنبها حين سألها رسول الملك لتبرئة يوسف بقوله فى الايه 32( أنا راودته عن نفسه )

مع انه كان بإمكانها الإنكار حفاظاً على سمعتها لكنها برئته ، أما اخوة يوسف حين اتهموا بنيامين أخوهم بسرقة صواع الملك قالوا فى الايه 77 ( إن يسرق فقد سرق له أخ من قبل ) و اتهموا يوسف بتهمة السرقة التى لم يفعلها فى اصرار على الدلاله على الحقد والكراهيه .
لاحظ ايضا ان جملة ( يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) كانت لنبى الله يعقوب الذى لا ينطق إلا صدقا
والثانية ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) جاءت على لسان بشرى من أهل إمرأة العزيز وهو ليس قول الله وانما ذكر لسياق القصة على لسان رجل من العامة رأيه يحتمل الصواب او الخطأ ورغم ذلك يستهشد دوما بالأيه (28) ويصرف النظر عن الأيه (5) رغم ان محور الآيتين عن الكيد ووصف ما تعرض له عزيز مصر من الوان من الكيد اولهم بسبب الحقد واخرهم بسبب الحب ،،

فما بالكم تجتزؤن حتى كلام الله
لتستشهدوا ببعض الكلام وتغفلوا بعضه لتثبتوا فعل النساء منه براء
وان صح القول فإن مكر النساء ليس الا دفاع عن النفس وحيلة الضعيف فى درء الخطر وحماية من الاذى واهله والظلم واصحابه

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.