باتريس بافيز فى مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل

 

باتريس بافيز في مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل

 

تقرير_أمجد زاهر 

شهدت الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، برئاسة الدكتور سامح مهران، واحدة من أهم جلساتها الفكرية تحت عنوان “لقاء مفتوح مع البروفيسور باتريس بافيز”، الناقد والمنظّر الفرنسي الكبير، الذي يعد أحد أبرز العقول المؤثرة في الدراسات المسرحية المعاصرة. أدار اللقاء الناقد والأكاديمي المغربي الأستاذ الدكتور خالد أمين، بحضور نخبة من الباحثين والفنانين، فيما تولت الترجمة الفورية الدكتورة حنان حسن الديب.

باتريس بافيز في مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل
باتريس بافيز في مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل

 

بافيز.. أيقونة نقدية في المسرح المعاصر

 

 

استهل د. خالد أمين الجلسة بالترحيب بالضيف الكبير، مؤكدًا مكانته في الساحة المسرحية العالمية، حيث شغل منصب أستاذ فخري بجامعة كنت البريطانية، وخلّف إرثًا نقديًا مهمًا من خلال أعماله المرجعية مثل معجم المصطلحات المسرحية و معجم الأداء المسرحي.

كما ارتبط اسمه بنظريات مهمة مثل الساعة الرملية ودراساته عن المسرح ما بعد الدرامي، ليشكل مجمل عطائه الفكري جسرًا نقديًا يربط بين التجريب والتجديد.

 

بافيـز بدوره عبّر عن امتنانه لإدارة المهرجان على الدعوة والتكريم، مشيرًا إلى سعادته بالوجود في القاهرة، التي يصفها بأنها من أبرز المنارات الثقافية في العالم العربي.

 

الاقتباس والإعداد.. الفارق بين الأمانة والإبداع

 

أحد المحاور الأساسية في حديث بافيز كان الاقتباس والإعداد المسرحي.

فقد شدد على أن الاقتباس ليس مجرد ترجمة، بل عملية إبداعية تتضمن التغيير والمعارضة والاشتباك مع النص الأصلي، بينما تظل الترجمة ملتزمة بأمانة النص.

أما المخرج، فله حرية كاملة في الاختيار بين هذين المسارين. وأكد أن بعض النصوص متجذرة في ثقافتها لدرجة يصعب اقتلاعها دون المساس بجوهرها، وهنا يأتي دور “الاستنبات” لتقريب النص من ثقافة الجمهور الجديد.

باتريس بافيز في مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل
باتريس بافيز في مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل

 

المسرح والسينما.. علاقة معقدة

 

وفي حديثه عن توظيف الفيديو والسينما داخل العرض المسرحي، رأى بافيز أن هذا المزج يجب أن يكون جزءًا بنيويًا من العمل وليس مجرد إضافة سطحية.

فالمسرح يملك أدواته الخاصة، والسينما لها تقنياتها المختلفة، وأي محاولة للدمج يجب أن تراعي هذه الفوارق الفنية.

 

دراماتورجيا أم إعداد؟

 

عرّف بافيز الدراماتورجيا وفق المفهوم الألماني، بوصفها دورًا استشاريًا وفنيًا ملازمًا للعملية الإخراجية، مقابل الإعداد الذي يرتبط أساسًا بالنص المكتوب.

وأكد أن هذا الفارق أساسي في فهم طبيعة العمل المسرحي الحديث، حيث يتوسع دور الدراماتورج إلى ما يتجاوز حدود الورق ليشارك في صياغة الرؤية الكاملة للعمل.

 

التكنولوجيا 

 

وحول إشكالية التكنولوجيا ، أوضح بافيز أنها أدوات مساعدة وليست بديلة، مشددًا على أن المسرح سيظل فنًا جماعيًا حيًا يقوم على التدريب والممارسة والتجريب، وهذه العملية هي الأهم من العرض نفسه لأنها التي تُصقل خبرة الفنان وتطور العمل.

 

تداخل الثقافات والإخراج الجماعي

 

تطرق بافيز كذلك إلى الإخراج الجماعي الذي بات سمة بارزة في تجارب حديثة، حيث يدخل النص التدريبات كمسودة ثم يتشكل مع الفريق ليصبح نصًا جديدًا.

كما تحدث عن تداخل الثقافات، الذي غالبًا ما يشهد صراعًا قبل أن تهيمن ثقافة معينة وتستوعب غيرها، وهو نمط يشبه العملية الفنية ذاتها.

 

ختام الجلسة

 

اختتم بافيز اللقاء بالتأكيد على أن القضايا المطروحة أوسع من أن تُحصر في جلسة واحدة، داعيًا إلى دراسات ومحاضرات معمقة. وأكد أن المسرح سيظل فنًا حيًا متجددًا، يتغذى على الفلسفة والتجريب والتفاعل مع الجمهور، ما يجعله قادرًا على الاستمرار في مواجهة التغيرات السريعة للعصر.

باتريس بافيز في مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل
باتريس بافيز في مهرجان القاهرة التجريبى: المسرح فن حى يتجدد بالتجريب والتفاعل

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.