بحر الحكايا ..معرض ابوظبى للكتاب

(بحر الحكايا) جناح خاص فى معرض ابو ظبى للكتاب

احتفت العاصمة الجميلة أبوظبي خلال الأسبوع ما بين 25 أبريل المنقضي حتى الأول من مايو الجاري باحتضان أرض المعارض لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثّامنة والعشرين . وكما عوّدتنا دائرة الثقافة والسيّاحة بتقديم الجميل والممتع والجديد في كلّ عامٍ خاصّة في ركن الإبداع المُعدّ خصيصا لاحتواء الأطفال وطلّاب المدارس وتقديم الكثير من الورش التي تُثري ثقافتهم وإبداعاتهم إلا أنّه هذا العام كان أكثرَ تميّزًا خاصّةً أنّ هذا الجناح تمّ تبديله بمساحة أكبر حجمًا وأجمل “ديكورا ” سُمّيت بحر الحكايا حيث احتوت مسرحًا لإقامة عروض فنيّة ومسرح دمًى شارك فيه الكثير من الفنانين من لبنان وتونس والإمارات وبولاندا . كذلك كانت هناك خيمة الحكايات حيث شارك فيها العديد من الكُتّاب والحكواتية من مصر والإمارات وغيرها من الدول . وتعدّدت المساحات المتاحة للأطفال للرّسم واللّعب في بحر الحكايا حتى غدت هذه البقعة بمثابة أيقونة الأطفال في المعرض وصار هذا الركن بمثابة احتفالية إبداعية للأطفال .
وكان من المشاركين فيه فرقة أصدقاء الدّمى من لبنان والحكواتية الرّائعة رائدة قرمازي وفرقة ثلاثيّ السّعادة التي تتمثّل بكلٍّ من المبدعة آمال الأحمد ونيروز الطنبولي والفنان ماجد سكّر … وقد تنوّعت العروض بين الحكاية ومسرح الدّمى والعروض المسرحيّة التّفاعليّة حيث كانت عنصر جذب كبير للأطفال حثّهم على التّفاعل والمشاركة وإبداء الرّأي بكل إنطلاق.
وكان لنا هذا الحوار المثمر مع المبدعة رائدة قرمازي ، التي أشادت بتفاعل الأطفال مع عروضها في بحر الحكاية . فكان الحوار حول مشاركاتها في أماكن متفرقة من الوطن العربي حيث حدّثتنا عن بداياتها في فنّ المسرح منذ أن كانت في الثالثة عشر من عمرها قائلة:
• لقد بدأت في صفاقص تونس الخضراء في المدرسة وبعدها من خلال مسرح الجامعة حيث كنت أدرس الأدب الفرنسي وكانت لي مشاركات في قنوات الإذاعة والتلفزة التّونسية . كما يرجع الفضل لابني الذي كان يطلب مني بشكل يوميّ أن أسرد له حكاية قبل النّوم فبعد أن انتهت الكتب والقصص والحكايات من مكتبة دارنا كان عليّ أن أبتكر المزيد وساعتها تجمّعت كلّ مواهبي في سرد الحكاية وتمثيلها وما تتضمّنه من تغيير الأصوات واستخدام الماريونيت.
حتى بدأت فعليًّا بعروض السرد في تونس عام2012 وكانت الحكايات من الموروث الشّعبي مقدّمة في قالب جديد يتضمّن الكثير من العبر والنّصائح والرّسائل غير المباشرة ولكي تتمكن من ذلك عليك بالإبحار في عالم الحكاية والغوص فيه واستحضار الأسلوب والصوت والأداء الجذاب !
أمّا عن السّنّ المناسب للبدء مع الطفل بسرد الحكاية فأجابت بابتسام :الحكي للطفل يبدأ وهو جنين داخل الرّحم فيستأنس الطفل ويهدأ بسماع صوت أمّه ، وعليها أن تبدأ بالحكاية من المهد وتتدرّج معه بما يستثير حواسه لأن الطّفل يتعلّم في طفولته المُبكّرة باللّمس والبصر. وأكملت قائلة أنّها تمارس الحكي مع الأطفال الذين لا يتجاوزون الثلاث سنوات من العمر وكذلك مع الأكبر وحتى المراهقين والكبار فهناك وقع سحري لكلمة ” كان يا ما كان ”
” لدى الكبير والصغير ، وإذا أردنا أن يظلّ المراهق منتبها لما يُقدّم له لا بد من تدعيم الحكاية بالإبهار وبكلّ الأدوات التي من دورها إثراء العمل معه.
وختمت لنا الحوار بحديثها عن أسرتها الفنيّة التي تشكّل لها أكبر داعما فزوجها يقوم بدور المخرج والنّاقد لكل أعمالها وابنها أصبح شريكها في الأداء والحكي وابنتها صاحبة الصوت العذب تتولى أمر الغناء في الحكاية .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.