براءة يوسف من كيد النسوة وتبشيره بالسبع العجاف
براءة يوسف من كيد النسوة وتبشيره بالسبع العجاف بقلم د/أحمد مقلد
من منا لم يقرأ قصة سيدنا يوسف وظهور برائته، ولم ينبهر بصبره وقوة إيمانه.
فيما يلي نترككم متابعينا الكرام مع مقال براءة يوسف من كيد النسوة على موقع جريدة اسرار المشاهير .. تابعونا
براءة يوسف من كيد النسوة
لقد وُجد سيدنا يوسف ليكون عزيزاً لمصر فمر بتجارب حياتية قاسية وخضع لظروف لا يتحملها إلا نبي ولا يصبر عليها إلا من قد أقر بالحمد وخضع بالرضا وتذلل للعلي.
وذلك لكونه نبين مرسل وابن نبي وحفيد نبي فهي أسرة توارثت الصبر وتحملت الألم، ولكن فضل الله مازال أكبر.
فقد تحمل سيدنا يوسف ألم الإحساس باليتم رغم وجود الابوين وفقد الرحمة والعطف من الأخوة وظلم الخيانة وألم الفرقة والإغتراب والإبعاد عن نبع الرحمة في حضن العائلة ورعاية الوالدين، ليظل عبداً مباع إلى فرعون مصر.
نشأة سيدنا يوسف في قصر الفرعون
عند حديثنا عن براءة سيدنا يوسف من كيد النسوة لابد وأن نتطرق في البدايةللحديث عن نشأته وحياته من بداية انتقاله بقصر فرعون مصر
وحين ينشأ سيدنا يوسف في قصر فرعون وتظهر عليه علامات الحسن يأثر قلب زوجة الفرعون فتكيد له وتتسبب في حبسه.
ولكن يظل الإيمان في قلبه ولكن مع تلبيس الشيطان له في فترة حبسه وبعد تفسيره رؤية السجينان فقال لمن ظن أنه ناج منهما أذكرني عند ربك.

وهو يعني أذكر خبري وصدق قصتي للفرعون وذكره بما حدث لي من ظلم، وهو لم ينكر وجود الله ولم يتخلى عن تبعيته وإيمانه بالله، ولكن الله زاد في اختبار صبره وتأكيد أن الأمور كلها بقدر الله وتسير وفق مراده.
نسي السجين ذكر يوسف للفرعون
لذا حين نسي السجين الذي نجي من السجن ذكر يوسف للفرعون وصار يعمل في قصر الفرعون بوظيفة (ساقي الملك).
ذلك لكون الموعد والقدر يسير بقدر الله ووفق إرادته لذا حين أراد الله وفي الموعد المحدد أن يذكر السجين الناجي من الأسر وجود يوسف بالسجن وتذكر وعده وطلبه وتذكر معه قدرته على تفسير الرؤيا وحينها ألهمه الله الذكري فذكر لذا دل فرعون علي معرفته لمن يؤول له الرؤيا فذكر له خبر سيدنا يوسف ومحل سجنه.
صدق رؤيا سيدنا يوسف
وحين خرج سيدنا يوسف ففسر الرؤيا ووضح الحقيقة من معناها وبهذا يكون قد أنجز ما أراده الملك وأهداه من علمه ومعرفته ما جهل عن مفسري الرؤى وحين أصاب فيما أول لم ينسي سيدنا يوسف ذكر فضل ربه فطلب من رسول فرعون أن ينقل له رسالة لكي تظهر به براءته علي رؤوس الاشهاد فقال ” فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ “.
براءة يوسف من كيد النسوة
سألهن الفرعون وفق الحوار القرآني التالي ” قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ “.
لمحات ووقفات من قصر براءة يوسف من كيد النسوة
ومما حدث فيما يخص براءة سيدنا يوسف من كيد النسوة كانت هناك لمحات ووقفات نذكر منها بعض المواقف والحكم فحين أراد سيدنا يوسف تأويل رؤيا السجينين قال ” ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ” ولم ينسبه لقدرته وخبرته في هذا المجال وهذا من سبيل الحمد.
وحين حدث ما رأى يوسف في رؤيا فرعون وبحكمة إلهية ظل يحفظ المؤن لتضمن حياة شعب مصر فكانت مصر هي الغوث والنجدة لجميع من احتاج الغوث والنجدة.
براءة يوسف من كيد النسوةومحاولة استغلال السنوات العجاف
لذا وفي ظل ما كانت تعاني منه مصر من أزمات وصدمات خلال محاولة السيطرة عليها وضمان حكمها لتكون دولة تابعة وفق إرادة خارجية وطبقاً لأجندة أمريكية ممنهجة ودون رأي من خلال إستغلال ملفات الجهل والفقر والبطالة ونقص الحريات.
في ظل وجود أمثلة حالمة بالنموذج الذي يطمح الجميع في بلوغه وهو النموذج الأميركي ، فتحولت الدولة من النموذج الديمقراطي الي النموذج الإسلامي استعداداً لنظام البيعة من خلال إتاحة الفرصة لفئة ممولة من الخونة وتجار الدين ليكونوا وسيلة تثير الرعب والذعر بين المواطنين وتبشر بقيام دولتهم والمدعومة بقوة من أمريكا.
زوال دولة الظلم
ولكن يشاء الله أن تمر بنا السنون والأيام ليزول هذا الكابوس والخطر بفضل رؤيا سيدنا يوسف وتبشيره بزوال دولة الظلم وحلول الخير علي يد خير أجناد الأرض والذين قادهم بطل جسور واجه بحزم وقوة ظلم وجبروت الأخوان.
وقد أسس الدولة بقواعد عمل جديدة وقائمة علي إدارة الموارد المتاحة وتقليل النفقات وذلك تماشياً مع قواعد ونظم الصرف القائمة علي ما بشر به سيدنا يوسف من مبادئ قائمة علي الادخار وتوفير الاحتياجات بما يضمن بقاء دولتنا قوية وصامدة ضد كيد الأعداء وبلا استغلال لها، ولكون الدولة التي لا تمتلك قوتها لا تمتلك حريتها فقد قال القرآن على لسان سيدنا يوسف في الآية 47 بسورة يوسف ” قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ”.
ومما سبق وتم تناوله عن براءة سيدنا يوسف من كيد النسوة وما بالقصة من وقفات تتشابه كثيرا مع واقعنا الحالي.
فإنني اعتقد اننا نسير وفق مراد الله ووفق منهج الله ولا سبيل لوقوع الضرر لكون الله يحفظ ويحمي من كل خطر ومن أراد الضر فان الله ينصر أوليائه ولكوننا شعوب بسيطة ولا تسعي لضرر أحد او نشر الفساد فإننا مصانين برعاية الله والرزق مضمون بقدر الله والعمر محدد بلا زيادة ولا نقصان لذا لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت.