بعد الطلاق .. لماذا يخاف أبناء الأزواج المنفصلين من أصدقاءهم؟!
يسبب طلاق الوالدين العديد من الأضرار النفسية للأطفال، منها مشاعر الحزن والقلق وفقدان الأمان، وصعوبة التكيف مع التغيرات، وظهور مشكلات سلوكية متعددة ومختلفة .
بقلم : ميادة عابدين
كما يأتى في مقدمة هذه السلوكيات العدوانية أو الانطواء بالإضافة إلي شيء أخر يقلق بشأنه الأطفال وهو معرفة أصدقائهم بطلاق والديهم وهذا الأمر يشمل عدة أسباب نفسية واجتماعية أولاها :
الخوف من الوصم والحكم الاجتماعي
كما يخشى الأطفال من أن ينظر إليهم أصدقاؤهم نظرة مختلفة أو أن يتم الحكم عليهم بسبب وضع عائلتهم الجديد، خاصة في المجتمعات التي لا يزال الطلاق فيها يحمل وصمة عار؛ فضلا عن الشعور بالحرج والاختلاف حيث يشعر الكثير من الأطفال بالحرج لأنهم يظنون أن عائلاتهم هي الوحيدة التي تمر بهذه التجربة، مما يجعلهم يشعرون بالاختلاف عن أقرانهم الذين يعيشون في أسر مستقرة.
عدم الأمان والقلق
كذلك قد يخاف الطفل من نظرات الشفقة من الأصدقاء والمعلمين. مما يجعله يشعر بالضعف أو العجز فقد يؤدي الطلاق إلى شعور الطفل. بعدم الأمان وفقدان السيطرة على حياته قد يخاف الطفل. من طرح الأصدقاء لأسئلة محرجة أو من عدم معرفته كيف يشرح لهم الوضع الجديد. بالإضافة إلي الحاجة إلى الخصوصية قد يشعر الطفل أن طلاق والديه مسألة. شخصية وخاصة لا يرغب في مشاركتها مع الآخرين. ويفضل الحفاظ على خصوصية حياته العائلية.
علاوة على ذلك تجنب المشاعر السلبية يلجأ كثير من الأطفال إلي عدم التحدث. عن الطلاق لأنه بمثابة شيء مؤلم لذا يتجنب ذكر الموضوع. أمام الأصدقاء لتجنب استرجاع المشاعر الحزينة أو الغاضبة المرتبطة بالانفصال.
في النهاية
من المهم دعم الأطفال خلال هذه الفترة ومساعدتهم على فهم مشاعرهم والتعبير عنها بطرق صحية. و طمأنتهم بأنهم ليسوا وحدهم وأن الكثير من العائلات تمر بظروف مشابهة.
الكاتبة و استشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين.



