بعد حلقة اخر النهار رشا الجندي تكتب علم النفس والطفل الباكي

علم النفس والطفل الباكي

بقلم الدكتورة رشا الجندي

أولاً: كل الشكر والتقدير للإعلامي معتز الدمرداش على تناول هذه القضية المهمة التي استهون بها بعض المتصلون على الهواء مباشرة الْيوم،، واستهوانهم هو الذي جعلني اكتب الان وانا في غاية الحزن عما تحتويه العقول من نقص في الكثير من المعلومات عن علم النفس وطبيعة النفس البشرية..
كم من انسان اصبح كارهاً للتعليم حتى وهو كبير في السن لمجرد موقف بسيط اثناء تعلمه؟!! كم من انسان أصيب بفوبيا مرضية ومازالت تلاحقه وهو ناضج على سبيل المثال من المصعد الكهربائي لانه في صغره توقف به المصعد،، كم من انسان أصيب بعقدة نفسية وأصبح ارهابي او منعزل او لديه وسواس قهري او… او… نتيجة لمشهد صغير تعرض له في الطفولة ولَم يجد من يتعامل معه نفسياً بشكل صحيح ليخلصه من هذا المشهد في ذلك الوقت؟!! وكم .. وكم…؟!!
عزيزي القاريء: ان العقل البشري يختزن المشاهد في صندوق النفس ، وان لم يجد المساعدة للتخلص منها يظل محتفظاً بها الى ما لانهاية وبالتالي نتعجب للكثير من مشاعرنا وأفكارنا السلبية ونحن كبار وسنتعجب اكثر عندما نعرف ان مصدرها مشهد بسيط في الطفولة استهانوا به من يرعوننا ونحن صغار..
من روءيتي كمتعمقة في علم النفس ان جميع الأطراف يستحقون الشفقة وإعادة التاهيل نفسياً.. وان الظالم الوحيد في القضية هي البيئية التعليمية..
كيف تعاقبون معلم يقوم بتدريس هذا الكم من الاطفال في هذا المكان الضيق الفقير للإمكانيات الحقيقية للتعليم المثمر؟!! ان الأب او الام يكون لديهما اثنان او ثلاثة فقط من الأبناء ويستثار منهم عصبياً وأحياناً يفقد السيطرة عليهم فمابالك لو ان لك أربعين او خمسين في مكان فقير ويومياً تجلس حبيس الجدران معهم بالساعات !! أليس هذا فوق طاقة النفس البشرية؟!!
في علم النفس حقيقة ان الانسان كلما تقدم به العمر قلت قدرته على التحمل برغم الظروف المرفهة، فما بالك بمعلمة في مثل هذا العمر ومع هذه الإمكانيات؟! أين الاعتراف بقدرة النفس البشرية اذا كان الخالق عز وجل قال (لا يكلف الله نفساً الا وسعها) وقال ادعوا (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)!! لماذا تتجاهلون علم النفس ومن ثم تتعجبون لما يحدث؟!! وسرعان ما تطالبون بتطبيق القانون وتتجاهلهم روح القانون والسبب الأساسي للمشكلة؟!!
اما الطفل وكل الاطفال ان كانوا قد وجدوا المدرسة التي تلبي احتياجاتهم الحقيقية لبكى من اجل عدم العودة للمنزل وليس من اجل النوم مهما كان تعبه الجسماني.. كم من طفل تتشاجر معه أمه لكي ينهي لعب الكرة وينام ليريح بدنه لانه مريض؟!!
هل يعلم الكثيرون ان الطفل يتعلم باللعب؟ وبالضحك ؟ وبالحب؟ وبالفن والموسيقى والمسرح؟!!!
هل تعلمون اننا في كليات رياض الاطفال ندرس للطالبات مواد منها (علم نفس اللعب)؟!! أين تطبيق ذلك في الواقع؟!
هل من شاكر لمصور الفيديو!! فلم يقوم بتصوير فيديو مخل بالآداب ولكنه أضاء وآثار قضية هامة !! انها صرخة انسان تألم لما رَآه الكثيرون عادي او مثير للسخرية!!
هل من اهتمام بعلم نفس الواقع!!
#رشا_الجندي
#علم_نفس_الواقع
#الطفل_الباكي
#معتز_الدمرداش

IMG-20180926-WA0018

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.