ريهام طارق تكتب.. ظننتك رجلاً: ولكن إن بعض الظن!!
ظننتك رجلاً.. ولكن إن بعض الظن!!
بقلم: ريهام طارق
توسلت لي كي أظل بجانبك حتى لو وضعتك في خانة الأصدقاء، توسلت لي ألا اختفي من حياتك، حتى لا تقع في بئر الضياع وتصبح حطاماً و تفقد روحك نبض الحياة.
وعدتني بأن تكون لي العوض.. الأمان.. قلت لي: “أنا الرفيق والسند”، ووعدتني بأن تمنحني ترياقًا ينعش وجداني الهش ويعيد إليه الحياة.
احترت وترددت كثيراً: كيف لي أن أبحر في بحور العشق من جديد؟ وقلبي ما زال ينزف من جرح قديم، لم أجد له دواء.
وعندما قاومت حيرتي، لأنني في النهاية أنثى تعشق الحب وتحيا به، وتحب الحياة، عندها دمعت عيناك، وقلت لي: “كيف تقعين في كل هذه الحيرة وأنتِ تحتلين قلبي؟ فهو لكِ الوطن والأهل والأحباب، تستقرين في وريدي، أنتِ لي سبب للحياة.”
وفي لحظة ضعف، نطقتُ: “موافقة أن أشارككَ رحلتك في الحياة” مددت يدكَ و أخذتني إلى عالمك، قلتَ لي: “اسكني و احلمي، فأنا مصباحك السحرى الذي خُلق من أجلك، أنا بوصلتك إلي طريق النجاة”.
ضحكتُ بصوت عالٍ و أغمضتُ عيني، وسألت نفسي: هل أنتَ هدية من ربي، و استجابته لدعائي في الصلاة؟ هل أنتَ حقاً فرحة قلبي التي انتظرها بعد غياب؟ هل أنتَ طوق النجاة الذي ينتشلني من أمواج الخوف ويصل بي إلى بر الأمان؟
وفجأة، استيقظتُ على صوت ضحكاتك العالية بنبرة مخيفة أرعبتني وجعلتني أشعر برجفة قوية تملأ جسدي، و تمزقه إلى أشلاء.
نظرتُ إلى عينيك، فوجدتُ شيطاناً بينهما يتحدث، ويهمس لي بكلماتٍ قاسية: “هنا انتهت اللعبة، بوصولك إلى أرضي، انتهيتِ يا صغيرتي وربحتُ أنا .. والآن عليّ الذهاب”
بكيتُ وبكى قلبي معي، ثم مسحتُ دموعي سريعاً وقلتُ بكبرياء: “اعذرني، كنت أظنكَ رجلاً، ولكن إن بعض الظن إثم، فهذا ليس ذنبكَ؛ أنتَ وُلِدتَ ذكراً، ولكنك تملك جينات ذكورية مشوهة، حولتك إلى أشباه الرجال.. لا تحزن، عليكِ بالصبر، فهذا ابتلاء من الله، فاللهم لا اعتراض.
أما أنا، سأدعو الله في سجودي أن ينعم عليكَ و يهبك صفات الفرسان، ولكن هيهات… ما فائدة أن تصبحِ فارساً، و حقيقتك معاق؟ لا تستطيع اقتناء فرساً عربيآ أصيلة، لأنكَ، ببساطة تعودتَ دائماً على اقتناء العاهرات”