بــــــدون مبــــالغة

بقلم / نادين مندراوي

لفت انتباهي مؤخراً الانفجار الهائل في أسعار لاعبي كرة القدم، يدربون في ملاعب خاصة ومجهزة وبها كل سبل الراحة ، ويأكلون أطعمة أنت لا تعرف حتى اسمها، ويسافرون بالطائرات الخاصة مع توفير أعلى وأرفع الخدمات لسيادتهم ، ويعالجون فى بلاد لا تستطع نطق اسمها من صعوبته، وكأن الطب في بلادنا لا يعالج سوى البرد والقئ
ونحن المساكين لا ينالنا سوى الضغط والسكر والنوبات القلبية عند مشاهدتنا لهم ، نستمتع بضغط الدم، تغرينا العصبية، نتلذذ بسبابهم ومع ذلك نتابعهم بكل محبة وسرور وشماتة من أنفسنا
اللاعب منهم يستمر طيلة الثلاثين عاماً أو الأربعين أو الخمسين كل حسب جشعه وقوته على التحمل
ثم بعد ذلك يعتزل حتى تراه إما مدرباً، أو معلقاً، أو رئيساً للكرة، أو للنادي، أو ضيفاً ملتصقاً بمقاعد القنوات الرياضية المهم أن تراه دائماً على الشاشة _وإن اختلفت الأدوار _ بل إن بعض اللاعبين يكن لاعباً في عهد جدك، ثم يمت جدك لتراه مدرباً في عهد والدك ثم يمت والدك ليكمل مسيرته في عهدك
هو مكرس لجعلك تموت مريضاً أو منتحراً ، يحقد اللاعب على زميله عند بيعه بخمسة عشر مليوناً ، بينما قد اشتروه هو بأربعة عشر مليوناً فقط
هل هذا عدلاً !
هل يصح أن لا يغير ماركة سيارته هذا العام بسببكم ، الحياة تكاليفها صعبة، المدارس الأجنبية التي ألحق بها أبنائه لا تقل عن مائة ألف جنيهاً في العام الواحد .. هل هذا معقول !
ناهيك عن أن اللاعب نفسه مازال في الفرقة الثانية بالجامعة منذ خمسة عشر عاماً تقريباً، إن الأندية تدفع الملايين للاعبين من أجل أن يوقعوا على ورقة ثم يحرزوا بعدها أهدافاً – هذا إن حدث أصلاً – وبالنهاية يقولون كانت المباراة في غاية الصعوبة ” اعطني مليوناً واحداً منهم وسأنسف لك أرض الملعب”
لكي لا أبالغ في الحقد أكثر من ذلك، فهناك لاعبون يستحقون الإشادة والاحترام
لكنهم أيضاً خونة مثل زملائهم .. وأغنياء !

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.