بقلم منى شاكر …مصفوفة الرمان

image

“أشعر بخواء الروح.. فقدت الشغف بحلو أشيائي.. لم يعد يبهرني ما كان لمعانه يأسرني مسبقاً.. حتى الشعارات و المبادئ التي كانت إيماني و كنت انادي بها دوما.. أصبحت أشعر انها وهمية..
أشعر أن قلبي كما شمس تغرب في بلاد مثلجة ليلها طويل.. كما شمعة كادت أن تنطفئ.. كما ريحانة بدأت في فقدان عبيرها..
ساعدني يا الله.. فهذه ليست أنا..
ليست أنا من تترك الكتب على الارفف دون أن تمس كل هذه المده..
ليست أنا من تمضي ساعات على الاريكة تطالع الشاشات دون هدف..
ليست أنا من فقدت الشغف بوصفة طهي جديده أو بفنجال قهوة مع بضعة تمرات..
ليست أنا من تحكي هذا الكلام الآن..
ساعدني يا الله.. فهذه ليست أنا..”

هذا ما دار في ذهنها المشتت.. قبل أن تدرك انها نسيت نفسها دون أن تأكل اي شئ منذ الصباح حتى داهمها الجوع.. حتى الجوع أصبح متنوعا.. فهناك جوع آخر للروح لا تملؤه الا السكينة..

بحثت عن أسهل شئ مجهز للأكل.. فوجدت رمانه صفراء القشرة.. يبدو أنها على وشك الذبول.. باقي لها برهة صبر.. فأشفقت عليها.. و اخذت سكينا و احدثت فيها شقا.. بل جرحا غائرا.. نزفت فيه الرمانه الكثير.. و هنا كانت المفاجأة..

 

 

كانت الرسالة الربانية العجيبة في مصفوفة حب الرمانه.. كافية تماما لتطمئنها و تربت برفق حان على روحها المرهقة..

كانت الرمانه تحكي لها حكاية الصبر الجميل.. فالقشرة الصفراء الباهته كانت تخفي تحتها حبات لؤلؤ صفها المبدع بكل تناسق في لون أحمر قان بهيج.. و هذا ان دل على شئ.. فإنما يدل على أن القلب دائما ما يحتوي على المزيد من البهجة و الجمال وان اختلف الشكل الخارجي.. و هو أيضا يدل و بشده.. على أن الذي أبدع في خلق مصفوفة الرمان تلك.. فهو قادر بلا شك على إشعال الروح في قلبها الباهت و روحها الخاويه من جديد..

سبحانك يا الله.. يا مبدع الصنع.. يا كريم العطاء.. يا واهب السلام..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.