بقلم ندى القواص .. أدى العيش لخبازة مش لابنه!

أدى العيش لخبازه !!
هذا المثل صحيح ولكن يتم تطبيقة
بمفهوم جديد !!

ادى العيش لأبنه ، أو لصاحبه ،
أو لقريبه يخبزهولك حتى ولو كان
مابيعرفش يفرق بين الدقيق ، والملح..

أُناقشكم في مقالى هذا عن أهم القضايا
التى باتت تتفاقم وتتوسع بشكل كبير
وأصبحت حكراً لذوى النفوذ والتى تسمى
باللغة الدارجة ” الواسطة ”

أى كل من له منصب كبير داخل اى منظمة
أو مؤسسة سواءً كانت حكومية أو قطاع خاص
يستطيع ان يوفر فرص عمل لمن يريد ، وفى
اى وقت ، وبكل بساطة وسهولة دون أى جهد
او شهادات دراسية متخصصةاو خبرات ،
فى حين ان من لدية خبرات وشهادات
بلا واسطة لا يجد مكاناً له!!

لذا قررت فتح هذا الملف الهام الذى
أصبحنا بسببه مجتمع متأخر فى كل شيء ،
لأن بكل اسف لا احد يعمل فى تخصصة ،وأصبحت الواسطة هى الأَمر الناهى وهى الأساس فى إيجاد الوظيفة ، هى الأساس فى الترقيات وأيضاً
هى الأساس فى العلاوات ،والمرتبات الشهرية ،

نحن نعلم ان كثيراً من العاملين بقطاعات عديدة مثل البترول ، والإعلام ،والتدريس ، والزراعه ، والنقل وغيرها ..

يعملوا بدون تخصص دراسى ممنهج ،له أسس واهداف مُتبعه ، والواسطة هنا تحكم وتتحكم لان الوظيفة أصبحت حكراً لأصحاب النفوذ
وذويهم ،

ماذا ننتظر بعد ؟!

عندما يكون المذيع حاصل على ليسانس
اداب ويصبح إعلامى بالواسطة ، والإعلامى الحقيقى الذى درس وبذل قصارى جهده لكى
يعمل بتخصصه ليس لدية فرصة عمل بسبب عدم توافر الواسطة ،

ومدرس العربى أو اللغة الإنجليزية الحاصل على معهد خدمة إجتماعية يصبح مُعلم يُعلم اجيال ليحصد المجتمع أجيال مشوشة فكرياً
غير مؤهلة ثقافياً ،

والحاصل على معهد سنتين يصبح موظف مسؤل أو
مدير ببنك ما ، والممرضة تقوم بدور
الطبيبة ،

والذى لم يدرس طب يفتح صيدلية ويقوم بدور المُشخص والمعالج ، ومجالات اخرى كثيرة مثل البترول ، والزراعه، والنقل الخ .. يعمل بها أشخاص دون شهادات دراسية متخصصة فقط بالواسطة .

كم منا أجتهد وتعب وقضى نصف عمره فى التعليم والتعلم وبذل اقصى جهد لينتهى من دراسته ويبدأ مشواره الذى ظل يحلم به طوال سنوات حياته الدراسية ،

وعندما استعد لذلك وذهب ليواجه الحياة العملية لكى يحصد نتيجة ثماره ، وجد ان
ليس له مكان وليس له حق فى تحقيق حلمه
مهما كانت درجات تفوقة فى مراحل حياته الدراسية ،أو عدد الشهادات التى حصل
عليها ،

كل هذا ليس له اى أهمية عندما يتوفر شىء واحد فقط وهى ” الواسطة ” !!

كم منا ذهب ليعمل بشهاداته وخبراته ،
ولم يجد مكان له ؟
بسبب ” الواسطة ”

كم من الناس عمل بغير تخصصه ؟
بسبب عدم توافر ” الواسطة ”

كم منا ترك الوطن وتغرب لكى يحقق حلمة
فى مجاله وتخصصه الذى لا يحققه له وطنه ؟
بسبب عدم وجود ” الواسطة ”

الى متى هذا الصمت ، وكيف نحلم بمجتمع
راقى ودولة متقدمة ونحن نرى الخطأ يتفشى دون تنفيذ قوانين العقوبات الصارمة على كل فاسد مهما كانت مكانته،لان هذا النوع من الفساد منتشر الان بشكل مخيف يكاد يقضى
على حياة الآخرين ومتاح فقط لأصحاب النفوذ وذويهم ،

واصبح معظم العاملين فى كافة المجالات الان هم دون تخصص او خبرات وأغلبهم يعمل فى مجالات عده فقط بالواسطة،

لذلك أُطالب من خلال هذا المقال بتفعيل قانون الرقابة الإدارية الفورية بقوانين حاسمة على كافة المؤسسات ، والهيئات الحكومية ، والقطاع الخاص ، وإعداد وتنفيذ قانون صارم لكل من يستخدم سلطاته او نفوذه فى اى شيء
لمصالحه الشخصية او لصالح ذويه ،

هذا سوف يعطى فرصة لجمع الكوادر الشابة والمجتهده والمتخصصه فى مجالها ، الالتحاق بتخصصها وتحقيق أهدافها وإبراز خبراتها التى سوف تعود على المجتمع بالخير الوفير ، والازدهار الفكرى ، والمادى ، والعلمى،

والأهم من كل هذا هو تحقيق العدل والمساواه
بين جميع طوائف الشعب ، والعقاب يُنفَّذ
على الجميع الغنى ، والفقير ، وأصحاب النفوذ ، وصُناع القرار ، وعلى كل من يستغل سلطاته لمصالحة الشخصية ، ويمنع الاخرين من مباشرة ابسط حقوقة فى الحياة العملية،

نحن متأخرين بالفعل ليس لأننا دوله فقيرة
، او لا نملك اقتصاد قوى بل لأن كل شيء يتم خارج إطاره الطبيعى دون عقاب ، او احكام وقوانين فورية ،

فمثلا : عندما يتم وضع شخص في منصب ما او تخصص ما غير تخصصه لن نتقدم أبداً وسنظل
كما نحن ، بسبب عدم توافر الوعى الكافى
فى هذا المجال أو المنصب ، والذى سوف
يعود بالضرر ليس على جزء من أفراد
المجتمع فقط ولكن على المجتمع ككل .

وعندما يبحث الفرد عن مكانة الحقيقى ولا يجده بعد تعب سنوات كثيرة وإهدار مال
وجهد ليكمل مسيرته التعليمية يتفاجئ بالواقع المؤلم ،

فيبدأ في فكرة الهروب الهروب من الواقع بالذهد والاكتئاب ،أو الهروب من الواقع بالإدمان والفشل ، أو السفر لأي بلد يبدأ فيها حياتة من جديد ، تكتشفة وتتبناه
وتأخذ خبراته الحقيقة وتستثمرها لصالح وطنها ونحن نظل كما نحن ونتسائل لماذا
نحن غير متقدمون ودوّل نامية !!

فمن خلال هذا المقال اتوجه برساله لجميع السادة المسؤلين .. شباب مصر هم البناء الحقيقى لمجتمع متقدم وناجح اعطوهم فرصة حقيقية دون وسايط او رشاوى اتركهم يبنوا
هم مستقبل افضل ..

ارجوا الاهتمام بهذه القضيه التى
قتلت طموح الكثيرين الذين لا يملكون سوا الشهادات ، والدرجات العلمية التى هى اساس بناء اى مجتمع ناجح ومتوازن وقوى ، وعلى السادة المسؤلين التصدى لهذا النوع من الفساد بكل ما أُتيتم من قوة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.