العلم والإدمان .. بقلم ندى القواص

نقلا عن جريدة ” اليوم الدولى” العدد العاشر حاليا بالآسواق

العلم نور الحياة وطوق النجاة ..
بالعلم يُدرك القوى فيما يستخدم قوته،
والضعيف يدرك كيف يُنمى قدرته .

عبارات كثيرة تبدو غير مفهومة لكنها
أصبحت هامة للغاية خصوصاً فى هذا الزمان الذى اختلف فيه كل شيء ، اختلفت فيه السلوكيات وتبدلت العادات وانتشر
الفساد وتعاطى المخدرات الخ..

فى القرون السابقة كان الوعى محدود
ولكن قليلاً ما كنا نسمع عن الادمان
والمدمنين ، لأننا كنا نعيش فى مجتمع
مغلق ، وكانت فيه وسائل السيطرة على
العقل شبه معدومه ،

وكانت الاسرة دائمة التواجد مع ابنائها،
اما فى وقتنا هذا اصبح المجتمع أكثر إنفتاحاً وتقدماً ، وأصبحت الاسرة بعيده
تمام البعد عن ابنائها بسبب ظروف العمل،

والبحث الدائم عن حياه افضل ، وأصبح
العالم بأكمله كأنه قرية صغيرة يستطيع الجميع من خلالها مقابلة أشخاص لا يعرفهم ويرى اشياء عن بعد كان من المستحيل ان يراها من قبل ، وكل هذا ادى إلى فضول
شديد لمعرفة كل ماهو جديد ، وغير معروف ولكن دون وعى اوعلم مسبق عن اثار ما سوف يتعرض له من مخاطر،

وكل هذه محاولات عده لتفكيك اجيال ،
وتشتيت أفكار وطن بأكمله وتدمير سلوك
بشرى يريدون السيطرة عليه لانه ليس على دراية حقيقية وعلم كافى يجعله يعى لما
يُقدم عليه ، وهذا هو المطلوب القضاء على الاجيال الناشئين وابادتهم حتى يستطيعوا
أن يتحكموا فى العالم عن بُعد بأن يملكوا العقول ويسيطروا على القوة التى هى السبب الرئيس فى تعطيل مصالحهم فنحن لا نملك الا البنيان القوى والذكاء والحكمة واذا استطاعوا السيطرة على الصحة والعقول سوف
يستطيعوا السيطرة على الوطن بأكملة
وهذا مايحدث الآن،

إذاً فالمدرسة هنا عليها دور هام
ويجب علينا ان نستيقظ سريعاً ، ونبدأ فى
وضع مادة تعليمية قوية جديدة ممنهجه،
يدرس فيها الطالب فى المدرسة كل ما
هو ممكن ان يتعرض له فى كافة مراحل
حياتة ،

فمثلاً يدرس جميع مراحل الادمان المختلفة
مثل تعاطى المخدرات ، والافعال الشاذة وانواع المخدرات ، وأضرارها ، والعلامات التى تظهر على المتعاطى ، وما تسببه من نهاية أليمة نهايتها واحدة وهى الموت .

تعالوا معى نفكر قليلاً كم بالمائة من المتعلمين أصبحوا مدمنين نعلم جيداً
انهم نسبة ضئيلة جدا ،

مقارنة بالنسبة التى لا تكمل تعليمها وبالطبع الذين هم اكثر تأثيراً لأن
الوعى الفكرى والثقافى لديهم لا يكتمل
بعد، لذلك أصبحوا فريسة سهلة الجذب ،

أما المتعلمين الذين أصبحوا مدمنين
وهم نسبة ضئيلة جداً معظمهم حدث لهم هذا
لأسباب نفسية شديدة القسوة مع عدم وجود إحساس بالأمان نتيجة القسوةوغياب
رب الاسرة، ولكن فى نهاية الامر
الاثنان وقعوا فى فخ الموت البطيء ،
ولكى نحمى ابنائنا من هذه الكارثه
الحقيقية عليناان نزرع بداخلهم حاجز
نفسى بينهم وبين المخدرات وتعاطيها
وما سوف يعود عليهم بأضرار نفسية وصحية تنتهى بالموت ،

إذاً من الضروري وضع مادة تعليمية
قوية تُدرس مثل اى مادة اخرى بجانب
التوعية الاسرية ، والمدرسية ، وتكثيف الحملات الإعلانية ، وشرح الاضرار والنتائج المترتبة على متعاطيها وكل من انغمس بها دون وعى ،

وأنا من مقالى هذا اناشد معالى وزير
التربية والتعليم التحرك الفورى لوضع
مادة تعليمية تناقش هذه القضية الهامة
فى جميع مراحل حياة الطالب التعليمية ، لانها سوف تفيده فى اتخاذ قراراته
وتحديد توجهاته ،

فالعلم ليس فقط حشو مناهج يتم تدريسها خلال السنة الدراسية و تنتهى بمجرد انتهاء الدراسة ، العلم هو تثقيف وتوعية وإنارة للعقل ، فالعلم هو نور الحياة وبالعلم ترتقى المجتمعات وتعلوا راية النجاح والتقدم والوعى .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.