هؤلاء أسوأ البشر اطردهم من حياتك بلا رحمه.. بقلم ريهام طارق
بقلم: ريهام طارق
نلتقي في الحياه بأشخاص يستنزفون أرواحنا أكثر مما يمنحونها، فـ العلاقات لا تُقاس بعددها، بل بمدى أثرها فينا، وبما تضيفه من دعم وطاقة إيجابية ولأن الحفاظ على سلامك الداخلي مسؤوليتك الشخصية، لذلك من الحكمة إغلاق الأبواب في وجه الشخصيات التي لا يجلب حضورها سوى الإنهاك النفسي و استنزاف الطاقة.
وفي السطور التالية، نستعرض أبرز الأنماط التي يجب أن تطردها خارج حياتك بلا رحمة ولا شفقة، كي تضمن سعادتك و توازنك النفسي…
سارق الطاقة:
سارق الطاقة يثقل يومك بالشكوى الدائمة والتذمّر المستمر، فيحوّل حضورَه إلى مصدر لا ينضب من السلبية، يستنزف طاقتك تدريجيًا، وفجاه تجد نفسك مُنهكًا بلا سبب واضح، وفاقدًا لحماسك وشغفك لأي شيئ و لأن طاقتك هي مصدر غذاء عقلك وجسدك وروحك، فإن السماح بتواجد من يستنزفها يحدّ من تقدمك و تحقيق أهدافك.
الحاسد:
الحاسد كالافعي مليئه بالسُم، شخص يختنق قلبه بنجاحك، ويضيق صدره كلما شاهد نعمة تحيط بك، يُخفي ضغينة صامتة تجاه كل خير يصل إليك، وينشر حولك طاقة سلبية ملوّثة تُربك مسارك و تثقل يومك، وجوده بالقرب منك يشبه السحابة السوداء التي تحجب عن حياتك نور البركة، فالحسد كما حذّرت منه جميع الشرائع قادر على أن يفسد صفو حياتك، ويعطّل رزقك، ويشوّه علاقاتك، ويستنزف سعادتك دون أن تشعر.
لهذا، فإن طرد الحاسد من حياتك ضرورة لحماية صحتك النفسية، وحفاظًا على بركة عمرك وعملك، واستقرار علاقاتك، فالحياة لا تحتمل شخصًا يحمل لك شرًا كلما ابتسمت أو تقدّمت خطوة نحو الأفضل.
المتشائم:
يُعدّ المتشائم أحد أخطر الأشخاص تأثيرًا في مسار حياتك، فهو يفرض عليك رؤية قاتمة حتى في أكثر اللحظات إشراقًا، ويُغلف كل فرصة بطبقة من الخيبة قبل أن تظهر للنور، يحمل دائما نظرة سوداوية تُجهض أي محاولة للتقدّم، وتعطّل طاقة النجاح الكامنة داخلك، وتزرع فيك شعورًا دائمًا بالعجز والإحباط.
هؤلاء الأشخاص لا تُجيد سوى بثّ الخوف وإطفاء الحماس وزعزعة ثقتك بنفسك، فـ التشاؤم فيروس خفيّ ينتقل كالعدوى، ويخلق بيئة نفسية مريضة تُضعف الإرادة، وتشوّش الرؤية، و مواجهة التحديات وإيجاد حلول وفرص جديدة.
كثير الشكوى:
كثيرو الشكوى قادرون علي تحويل أي حوار إلى ساحة من التذمّر والاعتراض المستمر، يُظهرون عدم رضا دائمًا عن حياتهم مهما تبدّلت الظروف، وجودهم يغرقك في دوامة من الحزن، والضغط النفسي والمشكلات التافهة التي لا تنتهي، وبمرور الوقت، تشعر أنك تفقد شغفك، ويتسلل إليك شعور دائم بالكآبة.
البخيل:
البخل لا يقتصر على المال فقط، هناك بخلٌ أشد قسوة وهو بخل المشاعر والمساندة والعطاء ، فحين يبخل الإنسان بكلمة طيبة، أو دعم، أو موقف يُثبت حضوره في اللحظات التي تحتاجه فيها، تتحول العلاقة إلى عبء نفسي يستنزف طاقتك بهدوء، فالعلاقة التي تفتقر إلى السخاء العاطفي قبل المادي تصبح علاقة جافة، كأنه كيانًا ميتًا يطفئ روحك.
الخائن
العلاقة مع الخائن علاقة محكوم عليها بالإعدام منذ بدايتها، فهي تفتقر إلى الثقة والأمان والاستقرار النفسي، لأن الخائن مستعد للتخلّي عنك عند أول إغراء، ويضحي بك مقابل أي مصلحة شخصية، سواء كانت مادية أو معنوية أو حتى نزوة عابرة، وجود الخائن في حياتك يزرع القلق في قلبك، ويجعل كل خطوة معه محاطة بالشك، ثم يترك فيك جراحًا عميقة لا تشفى بسهولة.
الكاذب:
يُبيّن الله تعالى في كتابه الكريم خطورة الكذب وعظيم أثره، في قوله عزّ وجل:
{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}
إشارة واضحة إلى أن عاقبة الكذب تتمثل في النفاق الذي يستقر في قلبه حتى يوم القيامة.
وفي آية أخرى يقول تعالى:
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}
وهي آية تُظهر أن الشياطين لا تتنزل إلا على المبالغين في الكذب، المتمادين في الآثام، وأن الكذب باب يُفضي بصاحبه إلى مزيد من الانحراف والذنب.
كما يؤكد قوله تعالى:
{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}
حذّر الإسلام تحذيرًا صارمًا من الكاذب، لأن أخلاقه تتعارض مع صفات المؤمن، فالكاذب أسير للمعصية، يتبع خطوات الشيطان دون أن يشعر، وجوده في حياتك يمثل عبء نفسي و يسرق هدوئك الداخلي ويقتل ثقتك بمن حولك، يعدك وهو يعلم أنه لن يفي بوعده، يزرع الشك في قلبك من ناحية أقرب الناس إليك، يشكك في نوايا الآخرين، ليقودك إلى دائرة مستمرة من الشك والإحساس بعدم الأمان والخذلان.
المنافق:
المنافق لا يستطيع أن يعيش بوجه واحد، يظهر أمامك بصورة الصديق المخلص، ويبطن لك ما يناقض قوله وفعله، يمنحك ابتسامة زائفة تخفي حقدًا، وكلمة لطيفة تخفي حسداً، يظهر دعمه لك دائما وباطنه الهدم،
لا يؤتمَن على سر، ولا يُعتمد عليه في موقف، وخطورة المنافق تكمن أيضا في قدرته على التظاهر بالطيبه والصدق ويجعلك تشعر انه مظلوم دائما وضحية الآخرين، وجوده في حياتك يخلق بيئة مشحونة بالقلق والشك، فهو يتلاعب بالمواقف ويشوّه الحقائق ويزرع الفتن بين الناس، ويهدم أي علاقة صحية في حياتك.
الطماع:
الطماع شخص لا يعرف حدًّا للرغبة، ولا يكتفي مهما مُنح، فالشراهة جزء راسخ من طبعه، يرى ما يأخذه منك حقًّا مكتسبًا لا فضلًا أو كرمًا، ويواصل السعي لامتلاك ما لديك دون توقف لأنه اعتاد الأخذ بلا مقابل، ومع الوقت يستنزف طاقتك ومواردك ومشاعرك، حتى تجد نفسك في خسارة دائمًا أمام رغباته التي لا تنتهي.
الأناني:
الاناني لا يري في العالم سوى صورته، ورغباته ومصلحته الشخصية، يضع سعادته فوق كل اعتبار، حتى لو كان ذلك على حساب مشاعرك و راحتك النفسية، يطلب الكثير دون أن يمنح شيئًا، ويُحمّل الآخرين دائمًا مسؤولية تلبية احتياجاته كأنها حق مكتسب، دون إبداء شكر أو تقدير.
في النهاية ضع حياتك داخل دائرة آمنه تضم بشر صادقة تُضيف إلى أيامك طاقة إيجابية وسعادة ، لا ثِقَلًا وألمًا، وامنح روحك حقها في السكينة بعيدًا عن كل من يستنزفك أو يعكر صفو حياتك.
إن العمر أقصرُ من أن يهدر مع من لا يَستحقُّ قلبك وأغلي من أن تُسلَّم ليدٍ لا تُجيدُ إلا هدمك…
لذلك نصيحتي لك عزيزي القارئ: اصنع لنفسك ملاذًا نظيفًا لا يمرُّ إليه إلا من يعرف قيمتك، و حافظ علي صحتك، سعادتك، وراحتك النفسيه فهي أغلى ما وهبك الله، وهو رصيدك من الحياه الذي سيبقي معك حين يغادر الجميع.
وأخيرا بعد ما انتهيت من قراءه المقال هل سئلت نفسك كم شخص من النماذج دخل حياتك أو موجود بالفعل فيها؟
إذا كانت الإجابة نعم فقد حان الوقت للانتهاء منهم للأبد.








