بليغ حمدي يستدعي الشرطة لدخول الإذاعة ووردة حافية القدمين …كواليس تسجيل أغاني نصر اكتوبر
بليغ حمدي يستدعي الشرطة لدخول الإذاعة ووردة حافية القدمين …كواليس تسجيل أغاني نصر اكتوبر
انتصار محمد حسين
يجمع تاريخ الغناء المصري العديد من الأغاني الوطنية والأغنيات التي قدمت خصيصا احتفالا بنصر أكتوبر،
وخلف هذه الأغنيات الكثير من الخفايا أهمها كواليس أغنية “على الربابة بغني”،
فحين علم بليغ حمدي بخبر النصر اسرع مهرولا إلى الإذاعة المصرية لتسجيل وإذاعة اغنية على الربابة بغني
لكنه تفاجأ بمنع الأمن له هو ووردة ، وهو ما دفع وردة وبليغ حمدي لاستدعاء الشرطة وأصروا على الدخول بقوة لإذاعة الأغنية .
بليغ يفتعل خناقة لدخول الإذاعة
وقام بليغ حمدي ووردة بتقديم بلاغ رسمي ضد وجدي الحكيم والإذاعة المصرية مفاده أنهم منعوا بليغ من التعبير عن فرحته بالنصر،
وهو ما كشفه الإعلامي الراحل وجدي الحكيم، حيث نزل الحكيم على بوابة ماسبيرو وأخبر بليغ أنه لا يستطيع السماح له بالدخول
لأن الأمر في يد الأمن خاصة في تلك الظروف التي تشهدها البلاد،
إلا أن الأمر وصل إلي بابا شارو ووقتها استطاع حل الأمر ومع تصميم بليغ قام بابا شارو بالسماح له بالدخول هو ووردة .
حيث قاما بتسجيل الأغنية فجرا، وفي صباح السابع من أكتوبر، الساعة السابعة ونصف صباحا سمع بابا شارو الأغنية 3 مرات ووافق عليها.
الكورال لم يحضر
وقيل لبليغ حمدي لا يوجد ميزانية لعمل أغاني جديدة،
فقام بليغ حمدي بكل حب لبلده بكتابة إقرار منه معلنا فيه تحمله كافة مصاريف الأغاني من كلمات وفرقة موسيقية
واستدعى أحمد فؤاد حسن قائد الفرقة الماسية والذي رفض تقاضي أية مبالغ أيضا.
ورفض الراحل عبد الرحيم منصور تقاضي أي مبالغ أيضا وبدأ توالي حضور الفرقة الماسية لمبنى الإذاعة،
وكان عبد الرحيم منصور قد كتب أغنيتين وهما (بسم الله) و(أنا على الربابة )
وبدأ في تلحين الأغنية الأولي وانتهى منها عند غروب يوم السادس من أكتوبر.
ولكن واجهتهم مشكلة أخرى أن الكورال لم يحضر
لظروف حظر التجوال بسبب الحرب فجمع بليغ حمدي جميع العاملين بمبنى الإذاعة والفراشين وعمال الشاي
وحفظهم اللحن وعند الساعة الثانية عشر من يوم السادس من أكتوبر كان بليغ يقوم بتسجيل الأغنية
والتي سمعها بابا شارو فجر يوم السابع من أكتوبر مندهشا
كيف قام بهذا العمل الرائع في هذه الساعات القليلة؟،
وأذيعت الأغنية صباح يوم السابع من أكتوبر كأول أغنية جديدة عن حرب أكتوبر.
ونشرت صورة للراحلة وردة الجزائرية من كواليس هذا اليوم العظيم وهي في حالة إعياء داخل مبنى الإذاعة
والتليفزيون جالسة على أحد الكراسي “حافية القدمين”
في انتظار دورها في تسجيل أغنية وأنا على الربابة باغني.
وذكرت ابنة الشاعر الراحل عبد الرحيم منصور “مي” عن كواليس تلك الأغنية، إن والدها بعد عبور القناة عاد إلى منزله،
الغائب عنه لعدة أيام متواصلة، أقام خلالهم داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون للانتهاء من نشيد العبور «بسم الله.. الله أكبر».
وقالت «مي»، حسب ما نشرته على حسابها الخاص بموقع «فيس بوك»:
«لم يلبث أن أغمض عينيه ساعتين، ومن شدة الطرق أوشك باب شقة عبد الرحيم منصور على الكسر،
فأسرع لفتح الباب، وإذا بـ بليغ حمدي ومحمود حلمي (مدير أعمال عبد الرحيم منصور) يقفان على الباب والفرحة تهلل أسارير وجههم».
قال «منصور» لـ«بليغ»: «في إيه بس، ما صدقت أنام»، ليجيب الأخير: «اصحى وصحصح وفتح عينك يا رحمي، إحنا عبرنا وانتصرنا»،
حتى رد الشاعر الراحل: «آآآآآآه، يابوووووي، نفسي كنت أبقى في البلد دلوقتي، بس أروحها ازاي، يابووووي».
سأله «بليغ» وقتها عما كان سيفعله في حال وجوده بمسقط رأسه، ليجيب «منصور»:
«يابووووي، كنت همسك ربابة وتني أغني بيها في كل البلد»، هنا أمره الملحن الراحل:
«اكتب دا بسرعة يا عبد الرحيم، خد ورقة وقلم واكتب بسرعة»
على الفور كتب «منصور» كلمات الأغنية، وتوجه مباشرةً إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون برفقة «بليغ».
وانهت «مي» روايتها: «وهكذا كانت (وأنا على الربابة بغني) التي تغنى بها أجيال الأجيال بعدهم،
رحم الله المبدعين عبد الرحيم منصور وبليغ حمدي ووردة الجزائرية».