بنت الريف التى تحولت إلى ملاك الشاشة تعرف علي مريم فخر الدين في ذكرى ميلادها
بقلم/إسراء أحمد
ملاك الشاشة أو الأميرة انجي كما لقبت الفنانة مريم فخر الدين، ملامحها الجميلة التى امتزجت بين الطابع الشرقي والغربي، امتزجت الملامح بين البراءة والطفولة، بين الأنوثة والجمال؛ لتطل علينا مثل الأميرات لدرجة أن بعض الناس ظنوها أميرة عن حق.
ولدت الفنانة مريم فخر الدين 8يناير عام 1933،لأب مصري وأم مجرية مسيحية الديانة لدرجة أنها قامت بتسمية مريم ميري فخرى، وكانت تظن تلك الفتاة الرقيقة العذبة أنها مسيحية الديانة وكانت لا تعلم شئ عن ديانتها الحقيقية وهي الإسلام، وكانت لا تعرف غير سورة الفاتحة فقط كما صرحت من قبل، وأن من علمها قراءة القرآن وجعلها تختم القرآن خاصة في شهر رمضان هي الفنانة الراحلة شادية، حيث كانت علاقتها طيبة جدا، وكانت على علاقة صداقة قوية بشادية وعائلتها، وفي إحدى تصريحاتها قالت أن الشيخ الشعراوى علمها الصلاة على التلفون.
قادتها الصدفة في دخول مجال التمثيل، فكان من الصعب جدا على فتاة ريفية من الفيوم أن تدخل مجال التمثيل، فكان والدها رافض هذه الفكرة تماما، ولكن الصدفة لعبت دورها معها، وتم اختيارها للحصول على جائزة أفضل وجه لمجلة”ايماج الفرنسية” وكان ذلك دون علم والدها، ولكن والدتها قد شجعتها على ذلك، كما شجعتها على دخول مجال الفن.
ومن هنا كانت بداية دخول حسناء الوجه مجال الفن، لتلتقى هناك بعباقرة الشاشة المصرية، وجها الجميل، وشكلها الملاكى، وروحها العفوية، جعلها تتربع على عرش السينما، وتقابل كل النجوم وتقف أمامهم في دور البطولة، فجمعها الأفيش مع نجوم الطرب العندليب الأسمر في “حكاية حب”محرم فؤاد في”وداعا يا حب” وفريد الأطرش في”ماليش غيرك”كما شاركت الكثير من النجوم مثل صلاح ذو الفقار في”الأيدى الناعمة” ورشدى أباظة، وكوكبة من النجوم اللامعة التى شاركتهم.
الشقراء وملاك الشاشة الذى تغنى لها العندليب الأسمر لم يكن لها حظا وافر في حياتها الشخصية، حيث تزوجت أربع مرات، الأولى من المخرج محمود ذو الفقار، ولكن زواجها الأول لم يكن من أجل الشهرة كما ظن البعض، ولكن موهبتها كانت هي سلاح شهرتها فقط، حيث عندما أرادت أن تقوم بدور البطولة في فيلم”المرأة المجهولة” رفض زوجها محمود ذو الفقار، وقال لها أن الفنانة شادية هي الأنسب لذلك الدور، وبعد انفصالها من ذو الفقار بعد زواج دام 8أعوام، تزوجت ثلاث مرات من محمد الطويل، فهد بلان، وشريف الفضالى، ولكن مريم صرحت أنها لم تقع في الحب طوال حياتها الشخصية، ولا مع زيجاتها الأربعة.
الأميرة انجى لم تجد فارس أحلامها على ابن الجناينى طوال حياتها، ولكن وجدت جمهورها هو فارسها الأبيض الذى توجها بالنجاح، والشهرة، حيث حظت الفنانة مريم فخر الدين على شهرة واسعة جدا خلال مشوارها الفنى الذى كللته بالأعمال الفنية الناجحة، والتى ستظل منهاجا يورثه الأجيال خلال أزمان مختلفة.
في عيد الفن كرمها الرئيس الراحل أنور السادات، كما حصلت على جائزة وزارة الثقافة عام 1958 عن فيلم”لا أنام” ومن ضمن أفلامها”رد قلبي””لقاء الغروب””بقاياعذراء””اللقيطة””شباب اليوم” وغيرها من سلسلة من أفلام حافلة بموهبة خاصة وجمال الحسناء مريم فخر الدين.
ولكن مع تقدم العمر فقدت الأميرة انجى بريقها الجذاب، وخاصة مع ظهور جيل السبعينات والسندريلا سعاد حسنى، لتكتفى بدور الأم الذى ارغمها العمر على تأديته، ولكنها دائما كانت تؤمن بمقولة محمود المليجى يموت الجندى في أرض المعركة على أن يظل أمير متقاعد.
وفي3 من نوفمبر عام 2014 رحل الوجه الملائكى عن عالمنا، وهزم المرض الأميرة انجى، رحلت ملاك الشاشة ولكنها ستظل موجودة بأعمالها الفنية، فحسناء الوجه تركت بصمة لن يميحها الزمن.
