بيمن خليل يكتب: الاعتراف ما قبل الأخير

بيمن خليل يكتب: الاعتراف ما قبل الأخير

بيمن خليل يكتب: الاعتراف ما قبل الأخير
الصحفي والكاتب بيمن خليل

الاعتراف ما قبل الأخير

أشباح الموت لزجة، وغيوم النهار لا تريني الشمس، ذات

النور الساطع، وغرامي مع الأرواح زادني رهبة، خَفت

الخوف من داخلي، شيئان في صدد شيء واحد، النهار والليل

وأنا، الظلمة والنور وأنا، الموت والحياة وأنا، اللا موت والفناء

وأنا، أجرام سماوية تخترق راحتي، وأسلوب الشقاء زادني

شقاءً، وعلام يجري الكون منبسطًا وعلام يسكن الخوف ظهر

الجباه العرقة، والأجفان النمقة، والظنون المظلمة.

شيئان في صدد روحٍ واحدة، أشعر وكأن الموت ذات أجنحة

موحدة، انطلاق الروح بات ذعرًا، وأودية النسيان تقبحت

بذاكرة قوية، وملامح الحياة انصهرت على وجهي حتى

انصهر جسدي، وبتّ في وديانه بلا إحساسٍ وفي طرقاتي بلا

أزقة، فأي الطرق تصل بي إلى طريق النور، طريق الروح

باتت مهمومة، طريق الجسد زائل، طريق الله بعيد فقريب،

تتلجلج غرباني وكأني أسود الطباع، تتأجج لوعتي وكأني بلا

حياة، أصلي في الليل وحدي والدموع لا ترتقي بأن تكون من

نصيبي، فأنا أقعد الحواس، وفاني الجسد، أقلامي تحطمت

وأوراقي حُرقت بضمير مزعوم يترقب سقوطي، لا الكتابة

تريحني ولا الصلاة، لا العدل يقيمني ولا ذل الظلال، والظلم

عالقٌ بين أنّاتي وأنا واللا أنا، بين جسدي نثرات نور مطفئة

كلهيب جمر مطفئ، وأفكاري كلما زهدت زادتني أحزانًا

أرتدتني ببرقع، والشمس تسقط، والقمر كالدم، المطر يتساقط

بحيثيات النهار المخيفة، دمي يتساقط كالأمطار، تجلب أحزاني

إلى نهاية كوكبٍ بطيء المسار والحركة. خمسة أشياء تحييني،

الحب والحب المطبوع على جبيني، المحبة ثم المحبة ثم المحبة

جوهر ثلاثيّ الأبعاد يحييني، لا القمر ساطع ولا النجمة منيرة،

ولا البركان صار لهيبًا ولا الأخطار صارت مرتقبة…نحو

الفناء ذهبت أنا ونحو السماء سقطت من جديد على أرض

جدباء فأنبتتني من جديد مظلم اللون والإحساس، قاتم المشاعر

وزهيد الدنيا.

https://www.elmshaher.com/

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.