بين زيف القدوات وبريق الأمل: صراع القيم في زمن السوشيال ميديا

بين زيف القدوات وبريق الأمل: صراع القيم في زمن السوشيال ميديا

 

بقلم: إيمان سامي عباس

 

السوشيال ميديا.. ظواهر دخيلة تفتك بقيمنا في زمننا المعاصر، طفت على السطح سلوكيات وُجدت غريبة عن قيمنا وأخلاقنا الأصيلة، حتى بتنا نتساءل بدهشة: من أين أتت؟ وكيف أصبحت مقبولة؟!
لقد شهدنا جرائم لم نكن نتخيل حدوثها، وتصرفات يُستحى من ذكرها، يقوم بها أصحابها بفخر وجرأة، بل وينظرون بازدراء إلى من يستنكرها. والأسوأ من ذلك أن المجتمع قدّم هؤلاء كقدوة ونموذج يحتذى، زاعمًا أن في اتباعهم التقدم والرقي.

مهن ومسميات بلا أصل ولا مسؤولية

ظهرَت مهنٌ ومسميات دخيلة، لا أصل لها في ثقافتنا ولا شرعنا، أصبح أصحابها فجأة نجوماً في وسائل الإعلام و”قادة رأي”، يدّعون التنظير والتخطيط لمستقبل الوطن، بينما هم في الحقيقة يتسلقون على أكتاف المخلصين في نفاقٍ ورياء واضح.
يجنون المال من الوهم، ويُصدّرون الوهم للناس، بينما يفتقرون لأبسط معايير النزاهة والمسؤولية.

وسائل التواصل… من نافذة للتقارب إلى بوابة للانحدار

ولعل أبرز أسباب هذا الانحدار هو الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الحديثة، التي كان يُفترض أن تكون وسيلة لنشر العلم والتقريب بين الناس، فإذا بها أداة لنشر الزيف والفساد والتفاهة، حتى أصبحت تصنع أبطالاً وهميين بقصص مفبركة تفتقر إلى الأخلاق والإنسانية.

مؤسسات غائبة في زمن الفوضى

وتعمّق هذا الخلل مع غياب مؤسسات التنشئة الأساسية: الأسرة، المدرسة، الجامعة، المسجد، والكنيسة، بل حتى الإعلام انشغل باللهاث خلف “ترندات” وهمية، بدل أن يكون حارسًا للقيم وموجّهًا للوعي.

بصيص الأمل لا يزال حاضرًا

وسط هذا الظلام، لا يزال الأمل قائمًا، فالله سبحانه لا يترك الحق ضائعًا. وها نحن نرى بصيص نور في شبابنا الذين تفوقوا في الثانوية العامة والأزهرية، متحدّين ظروفًا صعبة، بدعم من أسرهم وإرادتهم الصلبة، ليكونوا نجومًا حقيقيين لمصر في “الجمهورية الجديدة”.

مصر… ولادة لا تموت

إن مصر، كما عرفها التاريخ وشهد لها الجميع، أمة ولّادة، لا ينضب عطاؤها البشري، ولن تهزمها فقاعات زائلة مهما علا ضجيجها. ستظل مصر – بإذن الله – منارة الحضارة، بعقول وسواعد أبنائها المخلصين، فهؤلاء هم الأمل الحقيقي في مستقبل أفضل، لا أولئك المتصدرون الزائفون.

كاتبه المقال:
الاستاذه/إيمان سامي عباس

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.