بين شيزوفرينيا الواقع واتزان الخيال…بقلم / ايلياء مبارك

بين شيزوفرينيا الواقع واتزان الخيال

بقلم / ايلياء مبارك

جولدا مائير امراه ولدت من رحم التاريخ كانت من اعظم القيادات النسائيه التي اشرقت عليها شمس هذه الارض .
استندت في ايدولوجيتها لحركه العمل الوطنيه المزعومه الي تعاليم التوراه والتلمود والي الافكار الرأسمالية التوسعيه التي كانت لاحقا قلب نهضة الاقتصاد الصهيوني.

إيمان وعقيدة ولكن ..

والحق يقال إنها امرأه خلقت من نار وجنه .
نار لمن يعاديها وجنه لمن يواليها
صاحبه إيمان وعقيده قويه بقضيتها وان كانت هذه القضيه في نظر البعض مزيفه مختلقه.
قادت المجلس الوطني اليهودي وتم اختيارها لتصبح اهم قيادات الكنيست الاسرائيلي وتولت رئاسة وتشكيل الحكومة الاسرائيلية  عام 1969
ومن هنا انطلقت شراره المذله على الأمه العربيه الي يومنا هذا
إستطاعت وبقدره يعجز العقل البشري في وصفها أن تمنهج الجميع لخدمه ايدلوجيتها انتصارا لوطنها المزعوم .
حتى وأن انكر البعض او استنكر فقد زرعت هذه المراه في صدر الجيش الذي قادته مبدأ ثابت هو .. اما هذا الوطن او العدم .
هنا استطاعت التحكم في حجم الخوف الذي تملك هذا الجيش وغيرته الي قوه وتصور كاذب بالعزه والوطنيه وحلم جمع الشتات اليهودي .

الوطن المفقود

ومن هذا المنطلق أصبحت كل الحروب التي قادتها فيها المساواه النفسيه والعقيدية المطلقه بين العرب واليهود ؛ فكلا منهم يسعى لإستعادة وطنه المفقود.
فقد حارب اليهود من اجل الشيئ الوحيد الذي ظنو انهم يملكونه
وحارب العرب لأجل جزء من بين عشرات الاجزاء في الوطن العربي
فأصبح لليهود أمر حياه او موت حاليه لا تتحتمل التاخير
وأصبح للعرب أمر حياه او موت لكن مؤجل الي يوما ما.
وبسبب هذا انتصرت إسرائيل واجبرت العرب واحد تلو الاخر على السقوط امامها ؛ علي الرغم من تفوق العرب عليهم في العده والعتداد
هذه سياسه المراه الحديديه
جولدا مائير

قلب رقيق وطفولة ضائعة

وعلي الرغم من كل هذا ومن وجهة نظر محايده فأن من يلقي نظره سريعه على حياة هذه المرأه يجد إنه على الرغم من القوه والجبروت يوجد بداخل جوفها قلب رقيق طفوله ضائعه
نعم يا ساده إنها شيزوفرينيا الساسه والسياسه .
ففي النهايه تبقى المرأه مرأه مهما بلغت قوتها.
جولدا مائير التي بكت على اطفال الكيان المحتل وبكت بالمثل على اطفال العرب ضحايا هذه الحرب
كانت تائهه بين ما آمنت به من افكار وماتنفسته من عقيده وبين عاطفتها المفرطه .
لكن بالرغم من كل هذا لم تلقي باللوم مطلقا على ابناء جلدتها فقد نصرت أخا لها في الدين ظالما ام مظلوما
والقت باللوم على العرب .
وقالت يمكننا ان نسامح العرب على قتلهم لاطفالنا لكننا لا يمكننا مسامحتهم على اجبارنا على قتل اطفالهم.
هذه هيا العاطفه وهذا هو الخوف الذي يحتوي المراه عندما سهرت طوال لم تنم بعد حرق المسجد الاقصى خوفا منها من أن يثور في العرب نوبة غضب وإنتفاض
وكان في المقابل زلمان شازار صاحب الرؤيه الثاقبه في علم نفس الشعوب يخبرها أن تتجاهل ماحدث لانه لاشئ يذكر .

حنكة ونبل وذكاء

إنها من النساء القلائل التي لا يستطيع العاقل إنكار ذكائها وحنكتها رفقها وقوتها نبلها وعاطفتها
إنها من النساء القلائل التي تتأرجح في عيون الحق بين نظرات الاعجاب ونظرات الثأر.
إنها من النساء القلائل التي ان بقت حيه لسادت إسرائيل العالم شرقا وغربا

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.