من أعظم اوقات حياتك هي تلك الأيام التي تستطيع الحفاظ فيها على سلامك الداخلي.. ونقاء فطرتك وسط كم التحديات التي تقابلها كل يوم وأنواع الإغراءات التي قد تعترض طريقك وتصارع نفسك كي لا تُهلكك.. ولكنها بالتأكيد تُنهكك.. ومع ذلك تجد في نفسك المتسع للإستمتاع بتفاصيل صغيره قد لا يتوقف عندها معظم البشر ولكنها مازالت تلمسك وتهز مشاعرك ولها حلاوه في الروح؛ كألوان السماء في فصل الشتاء.. ورائحه الأرض بعد المطر.. ضحكه طفل عفويه ترسم ابتسامه على ثغرك، رائحه البن الطازج تفوح بتحويجتها العامره أثناء طحنها.. نسائم الصباح المبكر البارده في شهر ديسمبر.. عبير الياسمين يفوح من سور حديقه عبرت بجوارها..خيوط الضوء الأولى بعد ظلام الليل الطويل.. ساندوتش الفلافل الطازجه الساخنه مع كوب شاى بالنعناع..فيلم أبيض وأسود من ذكريات طفولتك لم يفشل يوماً في إسعادك مهما تكررت مرات رؤيتك له..صوت أم كلثوم في مقطع تحبه يترامي إلى سمعك فجأه من جهاز راديو الجيران؛ فيُطربك.. وينقُلك إلى زمنٍ أكثر سحر ورقي ..هي لحظات ولكنها تُحدث بداخلك فرقاً ساشعاً، نغمات انسابت بداخل روحك فهدأتها، صينيه الكيك المخبوزه في المنزل برائحتها الزكيه صنع يدين ست الحبايب.. البطاطا الساخنه في فرن البيت في ليالي الشتاء البارده تملؤه دفئ.. إفطار عائلي يوم عطله يوقظك من أجمل غفوه؛ فقط لتستمتع بحضن العائله واحاديثها التي لا يُمل منها، شمس المغيب حين تختفي وراء الأفق البعيد رويداً رويداً؛ تكاد تسمع لها صوتاً وهي تغوص في أعماق البحر من فرط جلال اللحظه ومهابتها،
صوت إرتطام أموج البحر حين تتلامس مع صخوره؛ فتخلق سيمفونيه راااائعه تملئ حواسك بالراحه والسكينه .. ترفع وجهك للسماء فترى تموجات السُحب بدرجات اللون الأزرق؛ تخترقها بين الحين والآخر اسراب من الطيور الرحله بسلام وقت الغروب..تجعلك مشبع بشعور الإمتنان للمولي عز وجل أن أهداك نعمه البصر لترى جميل إبداعاته.. وان رزقك إستشعار لذه تلك اللحظات والشكر عليها.
تفاصيل وتفاصيل صغيره جميله
لاتنتهي.. فقط توقف للحظات
واستشعر جمالها لربما دام
إحساسها لعمر بأكمله.
أجمل الأشياء ابسطها وارقها وأسهلها
“لا تتمادى في إغلاق عينيك من الحزن فربما تمر لحظات من الفرحه لا تراها”
التعليقات مغلقة.