“ب ١٠٠ وش” يُحَلِّق عالياً في سباق دراما رمضان ٢٠٢٠
ب ١٠٠ وش مسلسل كوميدي خفيف الظل بعناصر جبارة جعلت منه عملا ً ممتعاً مُنتَظَراً لمتابعة أحداثه كل يوم،كان تنوع حلقاته وأبطال قصصه أشبه ما يمكن بطبق الفاكهة المتعدد الأصناف وكل صنف أَلَذّ من الآخر .
أن يجتمع نص بقلم عمرو الدالي وأحمد وائل مع عين كاملة أبو ذكري ليلعب أدوار البطولة نيللي كريم و آسر ياسين فربما هي معطيات توحي بأن عملاً تراجيدياً هاماً سيشد إنتباه الجماهير،ولكن أن تجتمع هذه المعطيات لتعطينا كوميديا ومتميزة و ربما الأهم لهذا العام فهذا قد يكون مفاجئاً بالنسبة للجمهور و مُوَثِّقاً لوجهة نظر أصحاب الإختصاص و ترسيخ وتوضيح مبادئ هامة بأن الكاتب والمخرج والممثل الحقيقي هو حقيقي سواء قدم كوميديا أو قدم تراجيديا ولا يوجد ما يسمى هذا ممثل لا يصلح سوى كوميدي والآخر تراجيدي ومؤلف كتب تراجيديا فأنت مصنف تحت هذا المسمى أو مخرج قدم أعمالاً تراجيدية فقد لا ينجح كوميدياً،الفنان الحقيقي القوي
“يُبْدِع أينما وُضِع” وهذا ما تم إثباته في هذا العمل.
كوميديا مكتوبة بحرفية لا تخلو من ارتجالات قام بها الممثلين في السياق لم تخرج عن مضمون الحوار تحت إشراف مخرجة مهمة.
كوميديا راقية خالية من أي استظراف أو افتعال أو ابتذال أو تقليل من شأن الآخر بغرض الإضحاك،وهذا من أهم الفروق بين التهريج السخيف وبين الكوميديا الحقيقية التي قدمها هذا العمل.
وعلى صعيد الممثلين فيعتبر هذا العمل نموذجاً مثالياً لمفهوم
ال “in cast ” ممثلين تم انتقاؤهم بعناية فائقة وبمهنية عالية وأعطت مخرجة العمل الفرص بسخاء وثقة لممثليها التي قامت باختيارهم لأدوارهم بنجاح،و كان فريق التمثيل في مسلسل “ب١٠٠ وش” مستحقاً بجدارة للعمل به فالممثلين”كلٌ بإسمه”متمرسين موهوبين ولهم تاريخ من السعي والعمل في مهنة التمثيل تكللت هذه النقاط بفرصة مستحقة من مخرجة العمل الكريمة بإعطاء الفرص لمن يستحق، البارعة بإسناد الدور للممثل المناسب،قد يراها البعض مغامرة خطيرة ويستسهل ويختار نماذج جاهزة لممثلين مصنفين “كوميديانات” مما يضمن نجاح العمل ،ولكن ما قامت به كاملة أبو ذكري هو الأصح وهو اختيار ممثل تراه من وجهة نظرها يصلح لهذا الدور بغض النظر ما هو تصنيفه في سوق العمل، و قد ظهر ذلك جَليَّاً في أداء كل الممثلين بشكل عام.
كوميديا شاملة وجدناها في الحكاية والمواقف وأداء ممثلين ومظهرهم من ملابس وماكياج وهنا لا بد أن نثني على جهد الماكيير المبذول الذي لم يكتفي بخداع الشخصيات المستهدفة من قبل أفراد العصابة في العمل بل استطاع إقناع المشاهد بأنهم أناس حقيقيون يعيشون بيننا بوجوههم هذه.
المشاهد الجماعية لأفراد العصابة تشعر المتابع وكأنه جالس على طاولة بجانب أفراد العصابة ويستمع إلى حديثهم في اجتماعاتهم فيما بينهم وتسليمهم الكلام لبعضهم بمنتهى السلاسة وكأنهم في حياة حقيقية حيث أنه لم يظهر أي تداخل بالكلام بالرغم من زحمة الشخصيات و كثرة الجُمَل وهذا يعود إلى كلام موزون و حرفية ومصداقية ممثل و براعة إدارة كاميرا وإدارة موقع تصوير.
تظهر لدينا قصص حب رومانسية في العمل لتجعل الإبتسامة مرسومة على وجوه المتفرجين حتى خارج المشاهد المضحكة وهذا ما يجعلك مبتسماً طوال فترة عرض الحلقة،وربما أي مشهد يجعل المُشاهد يشعر بأن موقفاً محزناً يلوح بالأفق يجعله يُفَضِّل أن ينتهي المشهد بأي شكل سعيد أو مضحك مهما كانت النهاية،هروباً من حالة الحزن المتوقع وتمسكاً بِجَوّ سعادة تسيطر على طابع العمل ،و ربما كان الجمهور يفتقدها على الشاشة.
وجاءت أغنية التتر و الموسيقا المُسْتَخْدَمة أثناء عرض الحلقات مكملة لِلَّوحة الفنية المكتملة.
المال ينتصر في نهاية المطاف و يحدد المصير ،فكانت علاقات الحب الأنجح هي المدعومة بالنجاح المادي و كان المال هو المحرك لتحديد مستقبل كل شخصية من الشخصيات فقد ظهر ذلك في نهاية القصة عندما انتصر المال و دفع بعض الشخصيات إلى السفر وأودى بالبعض الآخر إلى الاعتقال والبعض لتفضيله المال على أصدقائه لتأتي النهاية متعددة المصائر وليست نهاية واحدة للعصابة بالمجمل كما جاءت التوقعات، فهناك من هرب وهناك من سُجِن وهناك من خان وهناك من ربح مالاً وهناك من خسره،لتبقى القصة مستمرة إلى جزء ثاني.
“ب ١٠٠ وش” عمل جماعي بامتياز ظهر فيه إبداع كل العناصر و لا يوجد فيه أنانية مخرج أو نجم عمل أو إنتاج .
عمل فني حقيقي لفريق إخراج و إنتاج و ممثلين وفنيين وصناع عمل مُحِبّ ومحبوب من إنتاج جمال العدل و بتوقيع المخرجة المبدعة كاملة أبو ذكري.
بِقَلَم:منقذ الأَسْوَد / خاص”جريدة أسرار المشاهير”