تاريخ ألتراس الأهلي من نشأته لتجميده

 

لقى إعلان تجميد نشاط مجموعة أولتراس أهلاوي فجأة، أمس، بظلاله على الأوساط الرياضية، وجاء التحرك المفاجئ من المسؤولين عن الرابطة وسط تساؤلات عن مستقبل المجموعة، وما حدث في الكواليس خلال الساعات الأخيرة، وحقيقة الصراع الذي يدور داخل كهف الأولتراس.

وتأسست “ألتراس أهلاوي” منذ ١١ عامًا، عاشت خلالها الرابطة سنوات عصيبة منذ ثورة يناير وصلت قمتها بعد مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شهيدا.

وشارك أفراد من الرابطة بشكل فردي في عدد من الفعاليات، والمظاهرات السياسية التي شهدت اشتباكات مع قوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من المتظاهرين في فبراير 2012.

وبمرور الوقت؛ بدأ أعداد الشباب المشترك في الرابطة بالتضخم، وأصبح لهم شعارا ونشيدا يميزهم عن غيرهم من المشجعين العاديين، وأماكن تجمعات. كما بدأوا في ابتكار هتافات جديدة بالمدرجات وطريقة تشجيع ودخلات مختلفة على الملاعب المصرية، كما كانوا يحرصون على حضور كل فعاليات النادي.

وفي بداية التأسيس؛ كان حماس الشباب في التعاطي مع قوات الأمن قابلًا للتهدئة من قبل القيادات الكبيرة في الأحداث التي تشهد كر وفر، وتغير ذلك، وخرجت الأمور داخل الرابطة عن السيطرة بفعل التضخم العددي، وتولي قيادات شبابية صغيرة لأمور الرابطة مع اعتزال القيادات القديمة.

ومع مرور الأحداث هز ألتراس أهلاوي من الداخل حدثان مهمان، الأول كان الاعتداء علي نجم الفريق حسام غالي في تدريب الأهلي بمدينة نصر، وذلك بعد الخروج من بطولة دوري أبطال إفريقيا ٢٠١٦.

الحدث الثاني؛ كانت أحداث مباراة (الأهلي ومونانا) وما أعقبها من ملاحقات تدل على أن أعضاء الأولتراس خرجوا عن سيطرة الرابطة، وأنهم أصبحوا عبئا وشوكة في ظهر الكيان الذي ينتمون إليه.

ووفقًا لمصدر من داخل الأولتراس؛ رفض الكشف عن هويته، “المجموعة كانت بين خيارين، الأول الحل في مقابل غلق جميع الملفات الأمنية لأعضائها المتعلقة بالملعب فقط، والثاني التجميد في انتظار موقف الدولة بعد مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتعهد بالالتزام بالتشجيع فقط”.

وبحسب المصدر، فالتنسيق جاء مع عضوي مجلس إدارة مكلفين بمتابعة الأزمة والمصالحة الشاملة مع الدولة، والذي بدأ ببيان اعتذار ثم مناشدة وأخيرا قرار التجميد.

والخلافات التي ضربت الرابطة امتدت إلى محامي شهير يتولي الدفاع عن “أولتراس أهلاوي” باعتباره مقربًا منها، وبعض أعضائها بعدما تراشق الطرفان الاتهامات واستغلا موقف المحتجزين للحصول علي مكاسب مادية

كما أن أزمة الأولتراس الأخيرة في مباراة مونانا شهدت منحى جديد عندما تم القبض علي القيادات، وبعض الأعضاء القدامى الذين اعتزلوا وخرجوا من المجموعة، ومازال البعض منهم محتجزا حتى الآن، وهو ما ساهم في نبرة المجموعة الجديدة وتحديدًا بيان مناشدة السيسي، والذي أثار انقسام لأسباب سياسية، وأخرى تتعلق بعقيدة الأولتراس.

والتجميد بحسب المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، هو الحل الوسط بين الاستمرار والحل النهائي علي غرار أولتراس ديفل، وسيستمر انتظارا لبعض المحاولات التي تجرى لاحتواء الموقف، وتقديم مبادرات لتقديم الرابطة بشكل مختلف يتضمن مشجعين لكرة القدم فقط، ومتعهدين بترك كل ما يشير إلى السياسة.

واعتبر المصدر التجميد خطوة أخرى، وتحرك على الأرض بعد بيان مناشدة رئيس الجمهورية بالتدخل للحفاظ علي مستقبل الشباب، ورفض استغلالهم سياسيًا والتجاوز ضد الجهات الأمنية.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.