تاريخ اليهود مليء بـ المؤامرات والدسائس بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

تاريخ اليهود مليء بـ المؤامرات والدسائس بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى 

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 اليهود من أعظم أعداء الإسلام وأهله ويشهد بذلك ربنا ولا أعظم شهادة من الله إذ يقول :

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لّلَّذِينَ ءامَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}

وصفهم الله لليهود

وقد وصفهم الله سبحانه في كتابه بأنهم يقتلون الأنبياء، وأنهم سمّاعون للكذب، أكّالون للسحت، يأخذون الربا وقد نهوا عنه، ينقضون المواثيق، ويحكمون بالطواغيت، ويصفون الله تعالى بالنقائص، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، وغيرِ هذا مما هو مشهور عنهم.
وتاريخ اليهود مليء بالمؤامرات والدسائس، فقد أرادوا قتل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام فشُبه لهم ورفعه الله، وأرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم مراراً فأنجاه الله منهم، وأرادوا أن يوقعوا الفتنة بين الصحابة فسلمهم الله، وأول فتنة فرّقت بين المسلمين كانت فتنة ابن سبأ اليهودي، واستمر كيدهم طوال التاريخ، فأثاروا فتناً، وأسقطوا دولاً، حتى تمكنوا أخيراً من اغتصاب أراضي المسلمين.

يقول الله تعالى:

{قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت}

لم تجتمع كل هذه الصفات إلا في اليهود قاتلهم الله اللعن والطرد من رحمته والغضب عليهم والمسخ إلى قردة وخنازير، و عبادة الطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله من بشر أو شجر أو حجر أو هوى نفس أو مادة أو نساء أو غرض دنيوي زائل وختم الآية بقوله:

{أولئك شر مكاناً و أضل عن سواء السبيل}

أي أدنى منزلة من غيرهم وأبعد الناس عن طريق الهدى قد يأتي سائل فيقول ماذا فعل اليهود حتى استحقوا كل هذه الأوصاف الدنيئة والعاقبة الفظيعة؟

إن بني إسرائيل ما تركوا جريمة منكرة إلا وفعلوها ولا ضلاله إلا اتبعوها فاليهود يعتبرون من أقل الناس أدبا مع الله تعالى ومع رسله، فمن أمثلة قلة أدبهم مع الله عز وجل قولهم :

{إن الله فقير ونحن أغنياء}

وقولهم:

{عزير ابن الله}

وقولهم:

{نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}

وقولهم :

{يد الله مغلولة}

والجواب:

{غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}

وقالوا أيضاً:

{سمعنا وعصينا}

ومن قلة أدبهم مع ربهم أيضاً أنهم قالوا لموسى:

{أرنا الله جهرة}

وتحريفهم التوراة وكتمانهم الحق قال تعالى:

{وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرّفُونَهُ}

وقال :

{وَإِنَّ فَرِيقًا مّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

ولم يكتفوا بهذا كله بل ألفوا الكتب على حسب أهوائهم، وقالوا هذا كلام اللِه ومن عنده .

يقول تعالى مبينا هذا الواقع:

{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}

هذا قليل من أمثلة قلة أدبهم وعدم احترامهم لله عز وجل الذي أنعم عليهم بنعم لا تعد ولا تحصى، وفضلهم على العالمين في وقتهم.

أما قلةِ أدبهم مع الأنبياء والمرسلين فأكثر من أن يحصى ،فلقد آذوا موسى بشتى أصناف الأذى، مع علمهم بأنه رسول من الله إليهم مما جعل موسى عليه السلام يستنكر هذا الأسلوب القبيح فقال الله تعالى حكاية عنه :

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}

ولذلك حذرنا الله من فعلهم فقال سبحانه:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}.

أما اعتداؤهم وقتلهم للأنبياء،فيقول عنه سبحانه:

{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}

وهم الذين عبدوا العجل لما ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه ليلقي إليه الألواح التي فيها شرائعهم وعقائدهم:

{وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}

ولما أنزل الله عليهم المن والسلوى وهما من أطيب أنواع الطعام وجعل السحاب والغمام ساتراً لهم من حرارة الشمس جحدوا نعمة الله عليهم وقالوا:

{لن نصبر على طعام واحد}

وطلبوا العدس والبصل والثوم وغير ذلك.

ومن صفاتهم الخيانة والمكر والكذب والحسد والمراوغة ونقض العهود وإشعالهم للحروب:

{كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأرْضِ فَسَاداً}

وهم لا يقيمون وزنًا لعهد ولا لميثاق، فقد قال الله:

{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مّنْهُم}

وقال سبحانه:

{الَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ}

وأخبر الله أنهم يزعمون كذباً وزوراً أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى .

قال تعالى:

{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}

فرد الله عليهم :

{قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الاْخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ}

ويزعمون قصر الهدى عليهم:

{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ}

وزعموا أنهم ينجون من النار:

{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً}

فهل رأيتم معشر المؤمنين كيف استهزؤوا بأوامر الله سبحانه وتعالى وبأوامر رسوله موسى؟

ولم يرسل إلى أمة من الأمم مثلما أرسل إلى بني إسرائيل من الأنبياء والمرسلين، لقد كانوا يقتلون أنبياءهم ويقدمون رؤوس بعضهم مهراً للبغايا عندهم ،ولتعلموامعشر المؤمنين عظم جرمهم فاسمعوا ماذا يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:

كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمائة نبي ثم يقيمون سوق بقلهم في آخر النهار .

أي يبيعون ويشترون وكأن الأمر لا يعنيهم والرسول يقول:

أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِىٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَامُ ضَلاَلَةٍ وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ .

رواه أحمد

سمعتم ما تقدم من أوصاف اليهود قتلة الأنبياء، وما ذكرته ليس إلا غيض من فيض وقليل من كثير من أوصافهم الواردة في القرآن الكريم، فليس غريباً ممن قتل الأنبياء أن يحاول قتل نبينا لما ذهب إليهم في قضية صلح، أجلسوه تحت جدار، وأرادوا أن يُلقوا على رأسه حجراً ليقتلوه فأتاه جبريل بالخبر،وأمر بإجلائهم وإخراجهم من المدينة المنورة ،وسورة الحشر تبين قصتهم ومكرهم. وحاولت يهودية قتله بالسم إذ سألت من أي موضع من الشاة يحب أكله، فأخبرت بأنه الذراع فسممت ذراع الشاة وقدمتها له هدية فأكل ولم يستسغه فتفله وقال إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة أو كما قال وأكل معه صحابي جليل فمات رضي الله عنه.

ومن كانت هذه صفاتهم فلا عجب أن يَدكُوا بالصورايخ والطائرات منازل الفلسطينيين فوق رؤوسهم وفيها الأطفالُ والنساءُ والشيوخُ الكبار ويغتصبوا أرضهم ويستبيحوا دماءهم، ولا عجب أن يسحقوا أجسادهم بالدبابات ويرتكبوا المجازر التي تتفطر لها القلوب ويشيب من هولها الولدان في حق مسلمي فلسطين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.