تتحول مواقع التواصل الإجتماعي إلي مقبرة جماعية! *

 

كتبت سارة خالد

قد يظن البعض ممن قرأوا عنوان تِلك المقالة أن العنوان أسلوب من أساليب البلاغه لنقد فكرة أو أسلوب علي مواقع التواصل الإجتماعي؛ إلا أنه وللأسف الشديد العنوان خالي تماماً من الكنايات والمجازات، فأنا بالفعل أسردُ حقيقة عقلية نشاهدها كل يوم.
كل يوم يستيقظ المرئ فيه ليجد أن العديد من الحسابات قد توفي صاحبها، وأن أصدقائه يحملون في قلوبهم الآسي والحزن لفِراق صاحبهم.
من المؤسف أن في الآونة الأخيرة بات الموت نصب أعيننا، وأنه يسرق منا أعز من نملُك بلا إذن وبلا إعطاء فرصة للوداع أو للإعتذار!

يطرق الموت أبواب الشباب في مراحل عُمرية مختلفه بل إن منهم من وضح عبر حسابه قبل الموت أنه ينتظره وكأن الكلمة كتبت القدر فجائهُ الموت من حيث لا يحتسب.

المزيد من المشاركات

الموت هو الحق الذي نكرهُه والحقيقة المُره التي نذكرها بألم، والتي ننساها مادمنا نعيش وما دام الجميع حولنا..

سنغدوا رُفاتاً وتبقي حساباتُنا معلقه، وسنجد أن العديد من الأصحاب والأهل يراسلوننا عبر حساباتنا الشخصية وكأننا لازلنا نملكه، وكأننا لا زِلنا إلي جوارهم ولكنهم لا يجدون وسيلة ليحادثونا إلي عبر تلك الوسائل، أو ليتذكرونا إلا بتمرير الرسائل وقراتها من جديد!

ربما بعد عدة أعوام من الآن ستتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلي مقابر، كُل ما يُحمل فيها هي سِير أصحابها، وكلماتً نقلها رفاقهم، وشهادة كان ليعتز بها الميت لو كان حي، ولكن مضي العُمر وما بقي سوي السيرة.

بكامل الحزن نحمل كل يوم عزاء لأحدهم، نتصفح صفحاتهم الهادئه وشهادات رفاقهم في حق الميت، فنبكي ونحن لا نعلم مالسبب ونهرول نحسن دنيانا لعلنا نأخذ ممن مات عِظه، فتتحول مواقع التواصل من نقل أخبار الصديق إلي ذِكري، وتتحول أخباره إلي ذكريات ينقلها الأصحاب والرفاق..
بعد عدة أعوام من الآن ستتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلي مقبرة كبيرة فهل تُرانا نُذكر؟، هل تُري حساباتنا تظل بسبب الأصدقاء وحكاياتنا تُسرد حباً ام أنها ستتحول أيضاً إلي مقبرة لا يزورنا فيها أحد؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.