هل تساءلت يومًا عن السبب الحقيقي وراء تحريم الخمر في الإسلام؟

كتبت ريهام طارق 

هل فكرت يومًا لماذا حرم الله الخمر؟

هل لأن شرب الخمر يغيب العقل، أو يضر بالصحة العامة للإنسان فقط؟

في الحقيقة، أن العلم الحديث أكد أن الحكمة الإلهية وراء هذا التحريم أعمق بكثير مما نتصوّر، وهذا ما كشفته دراسة حديثة أشرفت عليها الحكومية الفيدرالية، حيث أُجريت تجربة دقيقة على مجموعة من الفئران تم إعطاؤها كميات محددة من الكحول لفترة، ثم مُنعت تمامًا من تناوله لمدة ثلاثة أشهر وهي مدة كافية لخروج تأثير الكحول تمامًا من الجسم.

بعد انتهاء هذه المدة، خضعت الفئران لاختبار يعتمد على التمييز البصري واتخاذ القرار، حيث تم وضع لوحتين ملونتين أمامها، تحتويان على أزرار، والمطلوب الضغط على الزر الصحيح للحصول على مكافأة.

النتيجة كانت صادمة:

الفئران التي لم تتناول الكحول من قبل نجحت باكتساح، بينما أخفقت الفئران التي سبق أن شربت الكحول في اجتياز الاختبار، وأظهرت تشتتًا واضحا وضعفا في التركيز والاستجابة.

وبتحليل أدمغة هذه الفئران، توصل العلماء إلى أن الكحول يؤدي إلى تلف فعلي في المناطق العصبية المرتبطة باتخاذ القرار، تحديدًا في منطقة Corticolimbic، وهي المسؤولة عن تنظيم المشاعر والانفعالات والسلوكيات الإدراكية.

كما ثبت أن هذا التلف ينعكس بشكل مباشر على الحالة النفسية ويزيد من احتمالات الاكتئاب، ويقلل من كفاءة الذكاء بمرور الوقت.

ما نهى عنه ديننا الإسلامي كان حماية لا تحجيم و رحمة لا قيد:

هذا الاكتشاف العلمي يضع تحت المجهر جانبًا جديدًا من الحكمة الربانية في تحريم الخمر، حيث أن الله سبحانه وتعالى لم يُحرّم شيئًا عبثًا، الخمر لا يُغيّب العقل فقط، بل يُحدث ضررًا تراكميًا في بنية الدماغ، يسرق قدرتك على اتخاذ القرار، ويضعف من قدراتك الإدراكية، ويقودك إلى هاوية نفسية وجسدية خطيرة مع الوقت.

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”

(سورة المائدة – الآية 90)

يثبت العلم يوميا، بالدليل أن ما نهى عنه ديننا الإسلامي، كان حماية لا تحجيم، ورحمة لا قيد، و تكريمًا للعقل لا تعذيبا لجسد الإنسان.. الحمد لله علي نعمة الإسلام.

الصحافيه ريهام طارق
الصحافيه ريهام طارق

 

 

 نبذه عن الكاتب:

نبذه عن الكاتب:

ريهام طارق صحافية متخصصة في الأخبار الفنية والثقافية، تتمتع بخبرة واسعة تمتد لسنوات في تغطية الوسط الفني العربي، أجرت حوارات صحفية مع نخبة من كبار نجوم الغناء والتمثيل في الوطن العربي، تشغل حاليًا منصب مدير قسم الفن بجريدة “أسرار المشاهير”، إحدى المنصات الإعلامية الرائدة في تغطية الأخبار الفنية والثقافية.

بدأت مشوارها المهني من المملكة العربية السعودية عبر جريدة “إبداع”، ثم تنقّلت بين عدد من المؤسسات الإعلامية الكبرى في الوطن العربي، من بينها جريدة “الثائر” في لبنان، و جريده ”النهار” في المغرب و مجله النهار الفنية بدولة العراق، إلى جانب عملها في الصحافة الفنية، كما كتبت مقالات تحليلية في مجال السياسة الدولية، والبورصة وسوق المال الأمريكي والأوروبي ما يعكس تنوّع رؤيتها وقدرتها على الدمج بين الحس الثقافي والوعي السياسي، كما تولّت عضوية اللجنة الإعلامية في المهرجان القومي للمسرح المصري.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.