تحية للبنان … شعر: د. عبد الولي الشميري
تحية للبنان
شعر: د. عبد الولي الشميري
ذا القلبُ لا ارتاحَ في صَدري ولا سَكَنا
مُذْ فارقَ الحبَّ والأحبابَ واليَمَنا
.
ولا عزاءَ له فيما يُكابِدُه
إلّا بأنْ أصبحت (لبنانُ) لي وطنا
.
أتيتُ كالبازِ من (صنعاءَ) أحملُ في
عيني (تعزَّ) وفي قلبي أرى (عَدَنَا)
.
بيروتُ “ياجارةَ الوادي” ويا نَغَمًا
غَنَّتْهُ فيروزُ يَسبي الرّيفَ والمُدُنا
.
ويا أريجَ زهورِ العِطرِ في رئتي
يا رِئْمُ يا ظَبْيَ عِشْقٍ بالعيونِ رنا
.
لبنانُ (بيروتُ) كالحسناءِ هامَ بها
قلبي وقبَّلَ شِعري وجهَها الحَسَنا
.
أنا الّذي طُفْتُ في الدُّنيا حدائقَها
رأيتُ لبنانَ فيها القلبَ والبدنا
.
أطوفُ في الأرض محزونًا ومُبتهجًا
مَنْ جاء بيروتَ حاشا يعرفُ الحَزَنا
.
المزيد من المشاركات
أُقاومُ العشقَ لا زُهدًا ولا ورعًا
ما أصعبَ الصّبرَ! لا نومًا ولا وَسَنا
.
وكلَّما قُلتُ ماتَ العِشقُ بين دمي
لمعُ البروقِ يُهيجُ الوجدَ والشَّجَنا
.
فكيف والحُورُ مِن حولي وبين يدي
كذبتُ إن قلتُ عِشقي مات أو دُفنا
.
بيروتُ أهمسُ في أُذُنَيكِ ذاكرتي
أعيشُ في ذِكريات المجدِ مُرتَهَنا
.
مازلتُ أحملُ تاريخَ النّضالِ فَتًى
مازلتُ أذكرُ أيَّامَ الصُّمودِ هُنا
.
مذ قاومتْ فارتقتْ (لبنانُ) هامتُها
على الثُّريّا وقالت للعدوِّ أنا
.
أنا هنا فلتعد بين الهزيمة يا
خَصْمًا عَنيدًا حَمَلْنا ظُلْمَهُ زَمَنا
.
فما استكانتْ ذُرى (لبنانُ) ثانيةً
لا يَعرفُ الحرُّ إرهاقًا ولا وَهَنا
.
لبنانُ يا قُبَّةَ الإبداعِ يا لُغَةً
جمالُها يُطْفِئُ الأحقادَ والفِتَنا
.
كساكَ ثوبُ غماماتِ الضُّحى مطرًا
وجادكَ الغَيثُ حُبًّا والجمالُ سَنَا