تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا تستمر لعقود إذلم يتم«ردع بوتين»
تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا تستمر لعقود إذلم يتم«ردع بوتين»
كتب : عصام علوان
قال”نبيل أبوالياسين”رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأن العربي ، والعلاقات الدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم«الخميس»للصحف والمواقع الإخبارية، إن إستهداف القوات الروسية لـ المستشفيات، وسيارات الإسعاف، والمدنيين إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ويعُد جريمة ضد الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي بذل أقصى الجهد لوقف هذا العدوان الإجرامي الذي قاد إلى قتل المدنيين، والنزوح الجماعي “لـ”ملايين الأوكرانيين.
وأضاف” أبواليأسين” أنه أصابت الهجمات الروسية في أوكرانيا مستشفى للأطفال ، ووحدات العناية المركزة والسرطان ، وسيارات الإسعاف ، وبنك الدم ، والبنية التحتية الحيوية للصحة العامة فأنه يجب على المجتمع الدولية الآن، منع “بوتين” من تكرار إستراتيجيتُه الخاصة بجرائم الحرب في سوريا لتسليح الرعاية الصحية.
مضيفاً؛ أن الغزو الروسي لأوكرانيا من البداية يُعدّ إنتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، وعملاً عدوانياً يُعدّ جريمة بموجب القانون الدولي، وجب بموجبة محاسبة جميع الضالعين في هذه الجريمة عن تلك الإنتهاكات، فضلاً عن تحميلهم المسؤولية الشخصية، والفردية، والجماعية عن إرتكابها، وعن جميع الجرائم العديدة التي طبعت عملية غزوهم لأوكرانيا حتى الآن.
وأثار إستياء “أبوالياسين” رد وزير الخارجية الروسي اليوم “الخميس”عن قصف مستشفى الأطفال في ”أوكرانيا” والذي قال؛ فيه إنه كان يتم إستخدامها من قبل مسلحين وكانت خاليه من المرضى، متهماً وسائل الإعلام الغربية بأنها لم تعطي روايتي الجانبين بشأن هذا الموضوع،
وصفاً إياها بالمبررات الغير مسئولة للهجمات الإجرامية التي تنتهك حقوق الإنسان، وترتقي إلى جرائم حرب، وإن السماح للناس بإخلاء المدينة ليس عذراً للقصف العشوائي لأن العديد من المدنيين لا يمكنهم، أو يختارون عدم الفرار.
حيثُ؛ قالت منظمة الصحة العالمية إن “روسيا” هاجمت المستشفيات الأوكرانية ، منتهكة القانون الإنساني،
ودعت المنظمة إلى وجود ممر آمن لإيصال الأكسجين ومستلزمات الصدمات، وغيرها من الإمدادات الطبية.
وأضافت”منظمة الصحه العالمي” في تصريح صادر عنها اليوم”الأربعاء” إن روسيا تنتهك القانون الإنساني الدولي بناءً على العديد من الهجمات المبلغ عنها على المستشفيات، والعاملين الصحيين الأوكرانيين، في العديد من التقارير منها ، تعرض مستشفى لـ “هجوم بالأسلحة الثقيلة” أسفر عن مقتل أربعة وإصابة 10 آخرين ، من بينهم ستة من العاملين في مجال الصحة، وقال؛ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، الدكتور “تيدروس أدهانوم غيبريسوس” ، إن الوكالة تعمل على تأكيد عدة تقارير أخرى.
وأضاف” تيدروس” في تصريح صحفي “الأربعاء”يجب إحترام، وحماية قدسية وحيادية الرعاية الصحية، بما في ذلك العاملين الصحيين والمرضى، والإمدادات، والنقل والمرافق، والحق في الوصول الآمن إلى الرعاية، والإعتداءات على الرعاية الصحية إنتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، ولحقوق الإنسان.
وشدد “تيدروس” على أن هناك حاجة ملحة لإنشاء ممر لضمان وصول العاملين في المجال الإنساني، والإمدادات بشكل آمن ومستمر للوصول إلى المحتاجين.
وأشار”أبوالياسين”إلى ما ورد سابقاً من الدكتور “مايك رايان”، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية بأوكرانيا، بأن المستشفيات في حاجة ماسة إلى الأكسجين الطبي، مع نفاد بعض المرافق بالفعل، ولا يمكنك الإنتظار حتى الغد للحصول على الأكسجين ، ولا يمكنك الإنتظار حتى الأسبوع المقبل ، لا يمكن وضعك على قائمة إنتظار الأكسجين ، ولا يمكنك الوقوف في إشارة للأكسجين.
مشيراً؛ إلى أنه على الرغم من إغلاق ثلاث محطات أكسجين كبرى على الأقل في أوكرانيا وسط الهجمات ، لا تزال هناك بعض الإمدادات داخل البلاد يمكن توزيعها، حسبما قال، وفي نفس السياق قال؛ Habicht ، من أوكرانيا ، إن المشكلة تكمن في أن المسؤولين لا يمكنهم نقل الإحتياطيات المتبقية بأمان إلى المستشفيات التي تحتاجها، وإنها مشكلة الممر الآمن، وفي ظل الوضع الحالي ، من الصعب العثور على سائقين يرغبون في القيادة، وجلب الأكسجين من بعض المصانع التي لا تزال بها إحتياطيات إلى المستشفيات المحتاجة، وذكر أيضاً أن المستشفيات تعاني من نقص في الإمدادات الجراحية الأساسية ، فضلاً عن علاجات السرطان والأنسولين.
كما أشار”أبوالياسين” إلى مخاوف “منظمة الصحه العالمية”بشأن إنتشار COVID-19، والأمراض المعدية الأخرى، حيثُ قال؛ كبير مستشاري المنظمة الدكتور “بروس إيلوارد” إن “الأمراض المعدية تستغل الظروف التي أوجدتها الحرب بلا رحمة، وقد فر أكثر من مليوني شخص من البلاد وسط أعمال العنف ، مما خلق ظروفاً يستحيل فيها مواكبة الإبعاد الجسدي، والإخفاء وتدابير الوقاية الصحية الأخرى.
مشيراً؛ إلى عمل منظمة الصحة العالمية مع البلدان المجاورة التي تستقبل اللاجئين للتأكد من حصول الناس على الرعاية الأساسية واللقاحات لفيروس “كوفيد-19″، ولكن أيضاً لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال، وفي الوقت نفسه ، يمكن أن تنتشر الأمراض المعدية داخل البلاد بسهولة أكبر حيث طغت الهجمات على مرافق الرعاية الصحية.
ولفت”أبوالياسين” إلى أنه أكثر من 141 دولة في منظومة الأمم المتحدة أدانت العدوان الروسي على أوكرانيا، ولم يلتفت إليها الرئيس الروسي المتعجرف ذو«الكِبْرياء المُهينة»فضلاً عن الأصوات الشعبية في الداخل الروسية المناهضة للحرب، وتم إعتقال أكثر من 14000 شخص في جميع أنحاء البلاد للإحتجاجهم على الحرب ، مع إعتقال أكثر من 4600 شخص في يوم واحد وهو “الأحد” الماضي، وكان أبرزهم “قس” ألقى خطبة مناهضة للحرب في قرية في روسيا ووجهت إليه تهمة تشويه سمعة إستخدام القوات المسلحة.
ودعا”أبوالياسين” الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التمسك بميثاق الأمم المتحدة، الذي يحظر إستخدام القوة ضد سلامة الأراضي أو الإستقلال السياسي لأي دولة، والدفاع عنه، وأن الإستثناءات الوحيدة لهذه الأحكام هي الدفاع عن النفس وإستخدام القوة بموجب تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا ينطبق أي منهما على الأزمة الجارية، وشدد كذلك على أنه بموجب القانون الدولي، يتعين على جميع الدول تسوية النزاعات الدولية بالوسائل السلمية، وبطريقة لا تعرض السلام، والأمن والعدالة الدولية للخطر.
لافتاً؛ إلى أن”بوتين” إرتكب خطأ وإستهان ببطولة الأوكرانيين، ووحدة الأوروبيين، والحشد العالمي الداعم لأوكرانيا وتقديم المساعدات لها، والعمل لضمان إفشال الغزو الكارثي لأوكرانيا، وأن “بوتين”الذي إعتاد قتل المدنين في عدة دول يستهدف المناطق السكنية في أوكرانيا بتكتيكات مماثلة لتلك التي إستخدمتها في سوريا والشيشان فهي متشابه تماماً
عندما قصفت القوات الروسية المدن في الأولى، والثانية وألحقت أضراراً جسيمة بها بعد أن واجهت مقاومة غير متوقعة.
وأكد “أبوالياسين” في تصريحة الصحفي أن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في اندلاع أزمة هائلة على صعيد حقوق الإنسان، وأزمة إنسانية، وأزمة نزوح أدت إلى أسوأ كارثة من هذا القبيل في التاريخ الأوروبي الحديث، وأن روسيا لا تنتهك سيادة دولة مجاورة وشعبها فحسب، بل إنها تتحدى أيضاً بنية الأمن العالمي، وأنه غزو خطير وشديد، ويتصف بطابع رئيسي أوحد؛ ألا هو “العدوان” فروسيا تغزو قلب أوكرانيا، وتسعى إلى خلع حكومتها المنتخبة بشكل قانوني، مع تأثير حقيقي، ومحتمل في حياة المدنيين، وسلامتهم ورفاههم.
مؤكداً: لا يمكن تبرير أفعالها مطلقاً بالإستناد إلى أي من الأسس التي قدمتها روسيا، بينما تُرتكب كل هذه التجاوزات على يد دولة عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لذا؛
فإنَّ روسيا تنتهك بشكل واضح إلتزاماتها الدولية، وتتعارض أعمالها بشكل صارخ مع القواعد والمبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وينبغي لجميع أعضاء الأمم المتحدة إدانة هذا السلوك إدانة لا لبس فيها، ولا يمكن السماح لتجاهل روسيا الصارخ بتشجيع الآخرين على أن يحذوا حذوها، ولا ينبغي تقويض قدرة الأمم المتحدة على إحتواء مثل هذا السلوك.
وختاماً؛ تتطلب المادة 27 «3» من ميثاق الأمم المتحدة أن يمتنع عضو مجلس الأمن عن التصويت عندما يكون طرفاً في نزاع يتم التصويت عليه لكن روسيا لم تمتنع عن أوكرانيا أو سوريا، ولم تفعل الولايات المتحدة ، المملكة المتحدة بشأن العراق أو فرنسا بشأن مالي، متسائلاً ألم يأن لأعضاء مجلس الآمن نبذ التجاهل الغير مبرر لبنود ميثاق الآمم المتحدة.
مناشداً؛ بقوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على بذل قصاري جهدها لضمان سلامة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية وجميع المرافق النووية في أوكرانيا، وهذا هو واجبهم الإنساني تجاه أوكرانيا، وتجاه العالم بأسره.