ترامب يصر على “التحكم في غزة”

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي يوم الأحد (التاسع من فبراير 2024)، تأكيده على ما وصفه بـ “شراء الولايات المتحدة لقطاع غزة” والاستحواذ عليه بعد مغادرة الفلسطينيين. جاء هذا التصريح تأكيدًا لإعلان سابق أدلى به في الرابع من الشهر الجاري خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.

وقال ترامب، أثناء تواجده على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” في طريقه لحضور مباراة السوبر بول: “نحن ملتزمون بشراء غزة وامتلاكها. بالنسبة لإعادة بنائها، قد نسمح لدول أخرى في الشرق الأوسط بالمساهمة في بناء بعض الأجزاء. قد يتولى آخرون ذلك تحت إشرافنا، لكننا عازمون على امتلاكها والتأكد من عدم عودة حماس إليها. لا شيء سيبقى للعودة إليه. المنطقة تعاني من دمار، وسنقوم بهدم ما تبقى”.

وأضاف ترامب أن الدول العربية ستكون مستعدة لاستقبال الفلسطينيين إذا أتيحت لهم الفرصة، وأكد أن الفلسطينيين سيرحلون عن غزة إذا كان لديهم خيارات أخرى. وتابع قائلاً: “إنهم لا يرغبون في العودة إلى غزة. إذا استطعنا توفير منازل لهم في مناطق أكثر أمانًا، فإن السبب الوحيد الذي يدفعهم للحديث عن العودة هو أنهم لا يملكون خيارات أخرى”.

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمقترح ترامب، واصفًا إياه بأنه “ثوري”، وذلك خلال اجتماع لحكومته يوم الأحد بعد عودته من زيارة إلى واشنطن.

وأكد نتانياهو أمام أعضاء حكومته أن الحليفين متفقان على ضرورة “ضمان عدم تحول قطاع غزة إلى تهديد لإسرائيل مرة أخرى”. وأضاف: “لقد قدم الرئيس ترامب رؤية جديدة تمامًا وأفضل بكثير لإسرائيل، من خلال مقاربة ثورية ومبتكرة نحن بصدد مناقشتها”، مشيرًا إلى أن ترامب “مصر على تنفيذ خطته التي أعتقد أنها تفتح أمامنا العديد من الفرص”.

كان من المقرر أن تبدأ المحادثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، في الثالث من الشهر الجاري. ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل وحركة حماس لم يحرزا تقدمًا كبيرًا في هذه المفاوضات.

أرسل نتانياهو وفدًا إلى قطر، التي تُعتبر وسيطًا رئيسيًا في المفاوضات، لكن الوفد كان يضم مسؤولين من مستويات منخفضة، مما أثار تساؤلات حول إمكانية تحقيق تقدم كبير. ومن المتوقع أن يعقد نتانياهو اجتماعًا مع مجلس الوزراء الأمني المصغر يوم غد الثلاثاء.

على صعيد أخر انسحبت القوات الإسرائيلية يوم الأحد من محور نتساريم وفقًا لبنود الاتفاق. جاء هذا الانسحاب بعد تنفيذ خامس عملية تبادل للرهائن والمعتقلين بين حماس وإسرائيل.

كما تم السماح يوم الأحد بمرور المركبات في كلا الاتجاهين بين شمال وجنوب قطاع غزة، بعد أن كان التنقل مسموحًا فقط من الجنوب إلى الشمال. وأكد مراسل وكالة فرانس برس وجود عناصر من الأمن الخاص الأميركي والمصري الذين يتولون تفتيش المركبات “التي تمر من الجنوب إلى الشمال فقط”. وأشار إلى أن الآليات العسكرية الإسرائيلية “تتواجد حاليًا على بُعد مئات الأمتار في منطقة ملكة شرق صلاح الدين”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.