تريزا فى مفترق الطريق !!
كتب أحمد الدليل
منذ شهر يناير الماضى
تواجه تريزا ماى رئيسة الوزراء فى بريطانيا أكبر أزمة سياسية منذ توليها رئاسة الحكومة فى ١٣يوليو٢٠١٦.
ذلك حينما رفض مجلس العموم البريطاني الإتفاق الذى توصلت إليه تيريزا ماى مع أعضاء الإتحاد الأوروبي والمتعلق بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وهو ما يعرف سياسيا على الساحة الدولية ب( البريكست) فما هى خلفيات ودوافع ذلك الموضوع التى دفعت البريطانيون للتصويت مع الخروج من هذا الإتحاد بعد مرور أربعة عقود على إنضمامهم إليه؟
بدأ مصطلح البريكست فى الطفو على الساحة الدولية منذ ٢٣يونيو ٢٠١٦ حينما صوت البريطانيون بأغلبية أصوات تقرب ٥٢% من إجمالي أصوات الناخبين البريطانيين فى إستفتاء بخصوص خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي متأثرين بحملات فى وسائل الإعلام البريطانية التى يتحكم فيها اليمين المتطرف مفادها أنه بسبب الحدود المفتوحة بين الدول داخل الإتحاد الأوروبي زاد تدفق المهاجرين الأجانب إلى إنجلترا مما يمثل كثير من الأعباء على بريطانيا وذلك بخلاف ما قد يسببونه من جرائم جنائية و إرهابية .
كذلك فإن الخروج سوف يمنح بريطانيا مجالا أوسع للتحرك الإقتصادي بعيدا عن قيود الوحدة الإقتصادية الأوربية مما سوف يسمح لبريطانيا الإزهار الإقتصادي.
بجانب أن التأثير السياسى لبريطانيا على الإتحاد ضعيف فى ظل الهيمنة الثنائية للقطبين الألماني والفرنسي داخل أوربا.
ومنذ ذلك اليوم التاريخى منذ سنتين ونصف تقريبا حين أستقال رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون من منصبه فى ٢٤يونيو ٢٠١٦ لتخلفه تريزا ماى فى ١٣يوليو٢٠١٦ وجدت تريزا نفسها مغروسة فى أزمة البريكست حيث ظلت منذ ذلك الحين وحتى نهاية ديسمبر٢٠١٨ فى مفاوضات خارجية مع الأوربيين وداخلية مع البرلمان للوصول إلى صيغة ترضى جميع الأطراف أوروبيا وداخليا فى بريطانيا.
وقامت تريزا ماى بعرض ما تم التوصل إليه مع دول الإتحاد الاوروبي بخصوص البريكست على مجلس العموم فى جلسة الثلاثاء ١٥يناير٢٠١٩ .
إلا أنه حدثت صدمة مدوية لتريزا و الأوربيين حيث رفض ٤٣٢ عضو من أعضاء مجلس العموم مقابل موافقة ٢٠٢عضو مما مثل مأزقا لتريزا ماى التى نجت من إقتراع لسحب الثقة من حكومتها بأغلبية ضئيلة بعد٢٤ساعة من رفض إتفاق البريكست.
بالتالى لم يعد أمام تيريزا ماى سوى أقل من شهر ونصف حين يحين موعد الخروج فى ٢٩مارس٢٠١٩ .
فهل يستطيع البريطانيون التوصل مع الأوروبيون فى شهر ونصف لإتفاق لم يستطيعوا التوافق عليه طيلة العامين الماضيين .؟
أم يتراجع البريطانيون ويقررون البقاء وعدم الخروج من أوروبا من خلال إستفتاء جديد؟
أم يحدث ما لا يحمد عقباه ويحدث خروج بريطانى فوضوى دون إتفاق مما يؤدى إلى نتائج إقتصادية كارثية ليس على بريطانيا فقط بل على جميع دول الإتحاد الاوروبي ؟
هذا ما سوف يتم الحديث عنه لاحقا إنشاء الله.