تطبيق “DeepSeek” الصيني يهدد سوق الذكاء الاصطناعي الأمريكي
تطبيق “DeepSeek” الصيني يهدد سوق الذكاء الاصطناعي الأمريكي
نشرت قناة فرانس 24 تقريرًا تناول تأثير تطبيق DeepSeek على الاقتصاد الأمريكي، معتبرة أنه يمثل تهديدًا مباشرًا من الصين للهيمنة الغربية على مجال الذكاء الاصطناعي.
كتبت: وفاء عبدالسلام
فقد تمكن النموذج الأول لروبوت المحادثة “ديب سيك-آر1″، الذي أطلقته شركة صينية ناشئة في 20 يناير، من منافسة عمالقة التكنولوجيا الأمريكية بسرعة مذهلة، ما أثار قلق شركات مثل OpenAI وGoogle.
تفوق سريع يزيح المنافسين الأمريكيين
في تطور لافت، تمكن DeepSeek من تصدر قائمة التطبيقات المجانية في متجر آبل خلال أيام قليلة، متجاوزًا تطبيقات شهيرة مثل ChatGPT من OpenAI وGemini من Google. ووفقًا لموقع بانديلي الإخباري، المتخصص في التكنولوجيا الصينية، فإن التطبيق أصبح الأول في تصنيفات متجر آيفون الأمريكي والصيني على حد سواء.
لم يكن هذا النجاح متوقعًا نظرًا لأن الشركة التي تقف وراء التطبيق لا تزال ناشئة، حيث تأسست منذ عامين فقط في هانغتشو شرق الصين، ويمتلك رجل الأعمال ليانغ وينفينغ حصة كبيرة فيها.
سر التفوق: المواهب المحلية والتكلفة المنخفضة
على عكس العديد من الشركات الصينية التي تسعى لاستقطاب خبراء من الخارج، ركزت DeepSeek على المهندسين الشباب حديثي التخرج من الجامعات الصينية، وهو ما منحها قدرة تنافسية كبيرة.
ويشير تقرير فاينانشال تايمز إلى أن التطبيق يقدم رواتب جذابة للمتخصصين في الذكاء الاصطناعي، ما ساعده على تطوير نموذج لغوي متقدم يقارع أكثر التقنيات تطورًا في السوق.
كما أن التطبيق يتميز بتكلفة منخفضة، حيث تقل كلفة تشغيله بنسبة 20 إلى 50 مرة عن نماذج OpenAI، مما يجعله خيارًا أكثر اقتصادية للمستخدمين والشركات.
أسعار تنافسية تهدد مستقبل المنافسين الأمريكيين
السعر المنخفض لـ DeepSeek مقارنةً بالتطبيقات الأمريكية شكل ضربة قوية للمنافسين، حيث يُكلف استخدام بعض النماذج الاحترافية الأمريكية مئات اليوروهات لكل جلسة، بينما لا يتجاوز DeepSeek تكلفة 10 يوروهات فقط.
ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن تكلفة تدريب نموذج DeepSeek لا تتجاوز 5.6 مليون دولار، مقارنةً بمليارات الدولارات التي تنفقها الشركات الأمريكية على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
كما أن التطبيق يعتمد على تقنيات مفتوحة المصدر، مما يجعله أكثر مرونة من منافسيه الأمريكيين الذين يحتفظون بخوارزمياتهم بسرية تامة.
التداعيات الاقتصادية وتأثير “DeepSeek” على السوق العالمية
أدى النجاح السريع لـ DeepSeek إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت، جوجل، ميتا، وإنفيديا، حيث خسرت الأخيرة أكثر من 12% من قيمتها السوقية في يوم واحد.
ويرى المحلل المالي ألكسندر باراديز أن تطبيق DeepSeek قد يعيد رسم خريطة الاقتصاد الرقمي في أمريكا الشمالية، حيث أثبت أن هناك بدائل أرخص وأقوى من النماذج الأمريكية، مما قد يغير استراتيجيات الاستثمار في هذا القطاع.
“DeepSeek” بين الفخر الصيني والرقابة الحكومية
في الصين، تحول مؤسس الشركة ليانغ وينفينغ إلى “بطل وطني”، حيث حضر اجتماعًا مع رئيس الوزراء الصيني، ما يعكس أهمية التطبيق بالنسبة للحكومة الصينية.
لكن التطبيق يواجه تحديات رقابية، إذ يتجنب الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بمواضيع حساسة مثل احتجاجات تيانانمن عام 1989، تايوان، والحياة الخاصة للرئيس شي جينبينغ. وقد لاحظ مستخدمون أن روبوت المحادثة يرفض الإجابة عن هذه المواضيع، مؤكدًا أنه “مصمم لتقديم إجابات مفيدة وغير مؤذية”.
هل يصبح “DeepSeek” اللاعب الأبرز في الذكاء الاصطناعي؟
مع مزيج من الكفاءة، الأسعار المنخفضة، والانفتاح على التطوير، يبدو أن DeepSeek في طريقه ليصبح منافسًا عالميًا قويًا. وبينما تستعد الشركات الأمريكية لمواجهة هذا التحدي، يظل السؤال المطروح: هل نشهد تحولًا جذريًا في ميزان القوى في عالم الذكاء الاصطناعي؟