تطور العلم من زمن الأجداد لهذا العصر …. بقلم/ إيمان سامي
تطور العلم من زمن الأجداد لهذا العصر
بقلم/إيمان سامي عبدالعزيز عباس
كثيراً ما نستخدم ف حياتنا اليوميه كلمه ”العلم” دون أن نهتم بتحديد مفهومها، فعاده ما نصف تفكيرنا إنه علمي، أو نزعم أن معتقداتها علميه… وكثيرا ما تتوهم أننا أسمي بكثير من أسلافنا لأننا نمتلك تلك الحقيقة الدقيقه الحاسمه التي يزودنا بها العلم علي حين أن أسلافنا كانوا عبيدا للاوهام والخرافات والأساطير . وعلي هذا النحو فإننا نصف النظريات الحديثه ف الفيزياء أو علم الأحياء أو الرياضيات بأنها علميه ،بينما نرفض إطلاق هذه التسميه علي النظريات القديمه التي كانت سائدة في مضمار الدراسات الطبيعية والفلكيه أو البيولوجية .. وعاده ما يستعين أهل الصناعه واصحاب المشاريع التجاريه بكلمه العلم في الإعلان عن منتجاتهم، فنراهم يتحدثون عن الأساليب العلميه ف تنظيف الملابس أو قص الشعر وهكذا…. ولا شك أن أمثال هذا النوع من الدعايات إنما تهدف من وراء كلمه العلم إلي إقناع الناس بمدي فاعليه وجوده المنتجات التي تعلن عنها بوصفها ثمره لجهد علمي أكيد واختبارات علميه ناجحه وعلي الرغم من هذا الغموض الكبير الذي يحيط بكلمه ،،العلم ،،فإن المؤكد أن هذه الكلمه تشير الي : طريقه منظمه في البحث ، أو تشير إلي منتجات صناعيه فعاله تترتب علي مثل هذا الأسلوب العقلي ف البحث. لذا ينبغي علينا ألا نخلط بين العلم والمعرفة .. فالمعرفة: أوسع مجالا من العلم ، وقد تشمل فاعليات أخري غير العلم (كالفن والفلسفة والدين ) .. وتشمل أيضًا وسائل متنوعه كالحدس والمشاعر وغيرها من سبل المعرفه التي عاشت بها الإنسانية زمنٱ طويلاً قبل أن تأخذ بالعلم وبطرقه الصارمة الواضحه. كذلك ينبغي أن نفرق بين الطريقه العلمية من اكتساب المعرفه وما بالحس العادي .Common Sense فالحس العادي.. الذي يميز نظره الناس العاديين ف الحياه اليوميه لا يتقبل مثلا فكره أن الأرض كرويه أو أنها تدور حول الشمس أو أن الأشياء الثقيله تسقط إلي الأرض بسرعه تعادل الأشياء الخفيفة إن الطريقه التي تعمل بها الطبيعه العلاقه لها بممارستنا اليوميه. فتحي حقيقه أن الأرض تدور حول الشمس لاتهامها إلا من خلال وسائل التعليم ،وليس بالبداهه . وإثبات دورات الأرض حول الشمس عمليه تبدو في منتهي الصعبه بالنسبه للحس العادي ، وربما تمثل هذه الامثله حقائق بسيطه عن العلم ولكن إذا وصلنا إلي الجسيمات المكونه للذره، وعندما نستدعي مبدأ هايزنبرج،، عن غياب الحتميه وعن حركه الجسيمات داخل الذره التي تحكمها قوانين الكم التي تختلف عن بديهيات السببيه التي اعتدنا عليها .. إذا تذكرنا هذا كله ستصبح العلاقه بين العلم وبين الحس العادي تكاد تكون مقطوعه تماماً .. لذلك ليس تاريخ العلم سردا محايدا للأحداث ، بل هو تاريخ الأحداث والأفكار والأشخاص في نطاق وحده جلديه متفاعله ،ومن ثم فإن تاريخ العلم أو تاريخ الفكر بوجه عام هو تاريخ إيمان البشر بتلك الأفكار والمعتقدات وصراعهم حولها صانعين بذلك أحداثا يتناولها المؤرخ بالوصف والتحليل والتفسير……لذا الثوره العلميه بمثابه إزاحه للرؤيه السائدة وإحلال رؤيه جديده محلها…….