تعرف علي معاناة الفنان الراحل إسماعيل ياسين في حياته
معاناة الفنان الراحل إسماعيل ياسين الذي تحل ذكرى ولادته 15 سبتمبر 1912، جديرة أن تكون عبرة لكل فنان وقف عند مرحلة معينة، واكتفى بهذا النجاح وأصر على عدم مواكبة الجديد في عالم الفن والاستسلام لمتغيرات السوق الفني.
إسماعيل ياسين الذي قدم للسينما المصرية أكثر من 166 فيلمًا في حياته الفنية، عاش وحيدًا آخر أيامه الفنية، حتى أوشك على الإفلاس، وسافر إلى لبنان من أجل إيجاد عمل فني يعيده مرة أخرى إلى عالم السينما.
وبدأت الأدوار تبتعد شيئًا فشيئًا عن “سمعة” – كما كان يطلق عليه – منذ عام 1961، وانجسرت الأضواء عنه تدريجيًا، وبعد أن كان يقدم في العام الواحد أكثر من 10 أفلام، شارك في فيلمين فقط هما: زوج بالإيجار والترجمان.
وفي عامي 1963 و1965 لم يقدم سوي فيلمين أيضًا، هما: المجانين في نعيم والعقل والمال.
ولم يستوعب الفنان العملاق أن هناك جيلا جديدًا من الفنانين قد ظهر على الساحة الفنية بقيادة فؤاد المهندس، والذي قدم كوميديا مختلفة وغير مفهوم البطل الكوميدي في الشاشة حيث يرتدي بدلة أنيقة ونظارة ويعتمد على المواقف لكي يظهر أفيهاته.
وهرب إسماعيل من الديون والحظ التعس والإحباط وذهب إلى لبنان وبدأ المنحنى يهبط، إلا أن لم يحذو حذو فريد شوقي والذي تحول من مرحلة وحش الشاشة والنجاح كان يحققه لينقل نفسه لمرحلة الأب المضحي لمنطقة أخرى يجد فيها نجاحه، حتى كمال الشناوي رفيق إسماعيل ياسين في أفلامه اتجه إلى نفس اتجاه فريد شوقي.
ظل إسماعيل ياسين ملك الكوميديا الأول في مصر، وحيدًا مع عائلته وبعيدًا عن الأضواء حتى جاءه فيلم “الرغبة والضياع” لينهي عزلته من الفن ويعود تدريجيًا إلى العالم الذي أحبه لكن هذه المرة ليس كبطلا وإنما كدور ثانوي.
الفيلم شارك في بطولته، عدد كبير من نجوم الفن آنذاك: رشدي أباظة، ونور الشريف، وهند رستم، وهياتم، ومحمود المليجي، ونبيلة السيد.
وتدور أحداث الفيلم، حول عبد الله الذي يعمل في وظيفة منادي سيارات ويحلم بأن يصبح صاحب سيارة تاكسي، وأن يتزوج من الخادمة سعدية.
القدر لم يسعف إسماعيل ياسين الذي عادت له الروح مع أول مشهد في الفيلم، لكنه توفي بعد 4 أيام من تصويره، بعد أن ظهر في مشهد وحيد لم يتجاوز 5 دقائق فقط، لتكون هذه آخر طلة للفنان الكبير.