تعرق اليدين ؛ الأسباب والحلول المتوافرة
ل د. سارة الكسواني
مقدمة عن فرط التعرق
– يمكن تعريف فرط التعرّق (hyperhidrosis) بأنه إنتاج كميات من العرق أكثر مما يحتاجه الجسم. فهل حقاً نحن نحتاج إلى التعرّق؟ الجواب بالتأكيد نعم فعملية التعرق تعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم وتبريده، إلا أنّ المصابين بفرط التعرق يتعرقون في الأوقات التي لا يحتاج فيها الجسم إلى تبريد نفسه وهذه حالة طبية تحتاج إلى التشخيص والعلاج.
– كثير من الناس الذين يعانون من فرط التعرق تزداد كمية العرق من واحد أو اثنين من مناطق الجسم. في معظم الأحيان، تكون هذه المناطق هي اليدين، القدمين، تحت الإبطين، أو الرأس. في حين يبقى ما تبقى من الجسم جافاً.
– فرط التعرق حالة طبية محرجة إجتماعياً ويمكن أن تتداخل مع الأنشطة اليومية، فتعرق اليدين يجعل من الصعب استخدام الكمبيوتر أو حتى إدارة مقبض الأبواب. العرق من تحت الإبطين غالبا ما تتسرب من خلال الملابس، مما يتسبب في علامات عرق واضحة تكون محرجة، ومن ناحية طبية الجلد الرطب دائماً يزيد من فرصة حدوث الالتهابات الجلدية.
ما هو تعرق اليدين وكيف يؤثر على حياتنا ؟
– تعرق اليدين (palmoplantar hyperhidrosis) هي حالة طبية جالبة للتوتر والضغط النفسي ونقصان الثقة بالنفس لما تُسببه من إحراج لصاحبها، تتمثل هذه الحالة في زيادة كمية العرق الخارج من اليدين بطريقة غير مسيطر عليها قد تتلف أوراق العمل وتؤدي إلى إنزلاق يدك عن مصافحة أحدهم مما يؤثر سلباً على حياتك الإجتماعية والمهنية والتعلمية.
– ثبت بالبرهان أنّ تعرّق اليدين من أكثر الحالات الجلدية التي لها تأثير جوهري على حياة المرضى؛ كثيرا ما يتردد المصابين بتعرق اليدين في المشاركة في الاجراءات الإجتماعية البسيطة مثل المصافحة أو لمس أحبائهم. الحرج من التعامل مع هذه الحالة يمكن أن يؤثر على مستوى التفاعل في الحياة الاجتماعية والعمل. كما يواجه هؤلاء الأشخاص صعوبات في الإمساك بالأدوات والمعدات، والتحكم في الأجهزة الإلكترونية مثل لوحات المفاتيح مما قد يؤثر على الأداء في العمل. كما ويؤثر تعرق اليدين على الأنشطة اليومية البسيطة مثل الكتابة بالقلم أو عد قطع النقود المعدنية التي تصبح مهمة صعبة.
أعراض تعرق اليدين
– قد تختلف شدة الأعراض بين المصابين وتجدر الإشارة إلى ضرورة متابعة العوامل التي تحفز تعرّق اليدين عن كثب. وتشمل الأعراض الشائعة لتعرق اليدين التالي:
1. تعرق اليدين التي تتراوح شدته من رطوبة خفيفة الى التعرق الشديد مما يؤدي إلى سقوط العرق على شكل قطرات من اليدين.
2. وجود اختلافات في درجة حرارة اليدين مقارنة مع درجة حرارة باقي أجزاء أخرى من الجسم.
3. تقشير الجلد.
4. حدوث حالات من العرق الغزير تتبعها فترات من الجفاف الشديد في باطن الكف.
أسباب تعرق اليدين
1. أسباب تعرق اليدين الأولي (Primary Palmar Hyperhidrosis)
– هذا يعني عدم وجود سبب واضح لتعرّق اليدين، يحدث تعرق اليدين في هذا النوع بسبب فرط نشاط الجهاز العصبي الودي، الناجم أساسا عن أسباب عاطفية بما في ذلك القلق، والعصبية والغضب والخوف.
2. أسباب تعرّق اليدين الثانوي (Secondary Palmar Hyperhidrosis)
– في هذا النوع يحدث تعرق اليدين نتيجة مشكلة صحية تحتاج إلى علاج كبعض اللإختلالات الهرمونية مثل: (مرض السكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية، الانسمام الدرقي، الحيض، وانقطاع الدورة الشهرية)، واضطرابات التمثيل الغذائي، وبعض الأمراض الخبيثة واضطرابات المناعة.
تشخيص تعرق اليدين
– إن تشخيص تعرق اليدين سهل جداً سريرياً حيث يمكن بسهولة ملاحظة حبيبات العرق الزائدة على اليدين ورطوبتهما، بالإضافة إلى الإستعانة بشكوى المريض والتاريخ العائلي.
علاج تعرّق اليدين
– يمكن أن يشمل علاج تعرق اليدين التدابير التالية:
1. علاج تعرق اليدين باستخدام المستحضرات الدوائية الموضعية:
– المعالجة الموضعية هي الأكثر فعالية لفرط تعرق اليدين؛ يتم استخدام تركيز 20% من هيدرات كلوريد الألومنيوم في ايثيل الكحول اللامائية بالإضافة إلى حمض البوريك، الأدوية المضادة للكولين، الريسورسنول، حمض التانيك، برمنجنات البوتاسيوم، والفورمالديهايد، الميثينامين، وغلوتارالدهيد.
– يعمل كلوريد الألمنيوم على إغلاق مسام العرق وإحداث ضمور في الخلايا الإفرازية داخل الغدد العرقية. يوجد سبب واحد قد يمنع استخدام كلوريد الألمنيوم لعلاج تعرق اليدين وهو فرط الحساسية لكوريد الألمنيوم، كما ويمنع استخدام كلوريد الألمنيوم على الجلد الذي يحتوي على الجروح أو الذي تمت حلاقته مؤخرا.
– يتم وضع مانع التعرق في الليل على جلد جاف تماما ويمنع لف اليدين وتغطيتهما أثناء العلاج.
2. علاج تعرّق اليدين باستخدام الأدوية الفموية:
– في السابق تم استخدام الأدوية المضادة للكولين لعلاج فرط تعرق اليدين إلا أنّ تناولها مطلوب على المدى الطويل، وهذه الأدوية لها آثار جانبية عديدة، بما في ذلك جفاف الفم، وجفاف العين، والإمساك، وضبابية الرؤية، وتوسيع حدقة العين، وصعوبة في التبول.
3. العلاج بالإرحال الأيوني (Iontophoresis):
– إذا لم تمنحك مانعات التعرق الراحة من موضوع تعرّق اليدين يمكن اللجوء إلى العلاج بجهاز الإرحال الأيوني، حيث وجدت بعض الدراسات أن نسبة نجاح العلاج تصل إلى 83٪، يُستخدم الجهاز الطبي في عيادة الطبيب و / أو في المنزل.الجهاز يستخدم الجهاز ألواح من الماء لصنع تيار كهربائي خفيف يعبر من خلال سطح الجلد، من المعتقد أن الجسيمات المعدنية في الماء تعمل على زيادة الطبقة الخارجية من الجلد، الأمر الذي يمنع تدفق العرق إلى سطح الجلد.
4. العلاج الجراحي:
– أجريت أول عملية قطع للودي (Sympathectomy) في عام 1920 وعلى الرغم من حلها للمشكلة نهائياً تبقى هي الخيار العلاجي الأخير بعد استنفاذ جميع الخيارات الأُخرى لانطوائها على بعض المخاطر.
5. العلاجات المنزلية البسيطة:
أ. غسل اليدين جيداً بالماء ثم تجفيف اليدين باستخدام قطعة قماش.
ب. استخدام مطهرات اليد التي تحتوي على الكحول (وليس مضاد للجراثيم) حيث يعمل الكحول على تجفيف اليدين عند تطايره.
ج. الإحتفاظ بمجموعة من المناشف الورقية أو القماشية لتجفيف يديك عند الحاجة.
د. تبريد اليدين أمام المروحة أو المكيف قد يكون علاج سريع وفعال.
ح. رش بعض المساحيق القابضة على اليدين مثل بودرة الأطفال المحتوية على التالك أو كربونات الصوديوم أو نشا الذرة.
خ. الإبتعاد عن استخدام المواد التي تزيد من رطوبة اليدين مثل الفازلين وزيوت التجميل كزيت جوز الهند بالإضافة إلى عدم إرتداء القفازات قدر الإمكان.
– نأمل أن تكون قد حصلت على المعلومات الكافية التي كنت تبحث عنها لفهم مسألة تعرق يديك وحلها