ثقافة الإختلاف.
ثقافة الإختلاف
بقلم: هانم داوود
الإختلاف بين أفراد المجتمع الواحد أو داخل البيت الواحد أمر طبيعي وبالإختلاف تتكامل الأمور وتوضح المسائل ويقنع كل طرف بأن هذا الحل والرأي الصحيح يؤدي إلىٰ اتفاق ممكن أن يسري بيننا بنجاح ويُنير الدرب، مع التمسك بالقيم والأخلاق وليست العنجهيه ولا مبدأ القوة من كل موقف نتعرض له ومع كل اختلاف نكتسب خبرات عديده.
فمن حق الآخر أن يطرح وجهه نظره فاعلم أنك انسان عاقل في الأول والآخر سيحاسبك الله
مهما نختلف في تفاصيل الأشياء توجد ثوابت وقيم لا يمكن المساس بها، لكن يكون الاختلاف مقبول في العمل ونمط المعيشه من مكان لآخر، الله سبحانه وتعالىٰ خلقنا مختلفين في كل شيء، في عقولنا وأفكارنا وأشكالنا ولغتنا وبصمة الصوت والأصابع
فلا نتضايق ولا نثور مع أول إختلاف في الرأي.
تجد الإخوه والأقارب والأصدقاء والجيران والدول كلها لمجرد اختلاف في الرأي يُغلق الهاتف في وجهك مع ارسال كلمات غاضبة وتقطع كل أسباب الصله بينكم وتعلن الحرب لمجرد الاختلاف في الرأي معه وأحيانًا يُعيد لك هداياك ويفصل معك نهائياً دون أن يفكر أن رأيه ربما يحمل الخطأ أو الصواب ويعلن أسلحة العدواة والبغضاء.
الحياه ليست حرب فالطرف الذي تعاديه يجوز أن يكون علىٰ حق وأنت تظلمه ودعائه عليك ينال القبول من الله ولا تتهمه بالسوء وتُلقي عليه التُهم وتتهمه بالفواحش لمجرد أن رأيه لا يعجبك وأن الشخص الذي أعلن وجهة النظر في الموضوع يجوز أنها علىٰ حق فعلا تتهمه بالانحياز للآخر.
لابد من تقبل وجهه النظر المعارضه طالما الحوار مبني علىٰ البراهين المنطقيه ولا نرفض لمجرد السيطره والتحكم والإعتزاز بالنفس،
كلنا يتقبل اختلاف الليل والنهار ونتقبل ذلك واختلاف النهار بين فجر وصباح ومساء، لسنا نسخه واحده مثل الروبوت، فلكل منا أفكاره ومبادئه وحتىٰ تستمر الحياه،
علينا أن نتقبل رأي الآخر دون عصبيه أو تجريح ولا انحياز لطرف دون الآخر ونعلم أن الرأي كشهادة حق و الله علينا شهيد؛
فهل ترضىٰ أن تعيش بضمير ميت لمجرد السيطره وتنفيذ ما تريد أنت؟ أو رشوه أخذتها والراشي والمرتشي في النار.
الاختلاف سنة كونية من سنن الله تعالى فطر الله الإنسان عليها وهو حكمة (ولو شاء ربُك لجعل الناس أُمة واحِدة ولا يزالون مُختلفين).
وقول الإمام الشافعي «قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب».
الاختلاف هو المصدر الأساسي لظهور أفكار مفيده وآراء جديدة ونتقبل اختلاف الآراء كما نتقبل اختلاف ألوان ولغة البشر، فهذا دليل علىٰ التقدم والحضارة وتنوع الأفكار