ثقافة الاعتذار في الدين الاسلامى

ثقافة الاعتذار في الدين الاسلامى

بقلم الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر الشريف

إن الاعتذار عن الخطأ من شيم الكبار ومن أخلاق المصطفين الأخيار من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام والتابعين لهم من صالحي الأمة الأبرار
ويعتبر خلق الاعتذار من الأخلاق الإسلامية التي تقي المجتمعات الإسلامية من سوء الظن وتبادل التهم
يسئ البعض إلى الآخرين ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻼ ﻳﻘﻮلون ﻋﻔﻮﺍ ﺃخى عفوا أختىﻭﻳﺨﺠلون ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺁﺳﻒ إن الاﻋﺘﺬﺍﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ وخلق عظيم ولكن هناك من يتصور أنه ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ وهو فى الحقيقة قوة وعزة وثقة

 الأحاديث الواردة في الاعتذار

حين قال ﺃﺑﻮ ﺫﺭ الغفارى لبلال بن رباح ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ تخطئنى ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻼﻝ ﻣﺪﻫﻮﺷﺎً غضبان وقال ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷرفعنك ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ وبالفعل تغير ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ وقال ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﺃﻋﻴﺮﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ ﺇﻧﻚ ﺍﻣﺮﺅ ﻓﻴك ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺒﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ وقال ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ وأتى أبو ذَرﻭﻭﺿﻊ ﺧﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ وقال ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ﻻ أﺭﻓﻊ ﺧﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﺄﻩ ﺑﺮﺟﻠﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻼﻝ ﻳﺒﻜﻲ ﻭاﻗﺘﺮﺏ ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪ ﻭﻗﺎﻝﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ أﻃﺄ ﻭﺟها ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪة ﻭﺍﺣﺪة ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺎ ﻭﺗﻌﺎﻧﻘﺎ ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﺎ تعالوا نفهم ونعل قيمة وعظمة وثقافة الاعتذار

قوله صلى الله عليه وسلم( إيَّاك وكلَّ ما يُعتذَرُ منه) فالاعتذار من الأخلاق الحسنة ولكن الأفضل منه هو أن يحذر الإنسان من الوقوع في موقف يجعله مجبراً على الاعتذار قوله صلى الله عليه وسلم( كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخطَّائينَ التوَّابونَ ) ومن التوبة الاعتراف بالخطأ ومحاولة علاجه

من فوائد الاعتذار

– اسْتِرضاَء الْمُعْتَذَرِ إِلَيْهِ

– الاعْتِذَارُ يُصَفِّي الْقُلُوبَ

– يُرْزَقُ الْمُعْتَذِرُ وَالْمُعْتَذَرُ إِلَيْهِ التَّوَاضُعَ

– الَّذِي يَقْبَلُ العُذْرَ يُشَجِّعُ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرِ

الاعتذار والتسامح ثقافة غائبة

ما أحوجنا نحن المسلمين اليوم إلى ثقافة الاعتذار وإشاعة روح التسامح والعفو والرحمة في مجتمعاتنا لتقوى علاقات المودة بيننا ونحمي مجتمعاتنا من كثير من المشكلات والأزمات التي تصدرها نفوس مشحونة بالغضب والرغبة في الانتقام

كاتب المقال الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر الشريف

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.