“ثم يبقى أحد”: مسرحية الوهم والحقيقة تنبض بالحياة
“ثم يبقى أحد”: مسرحية الوهم والحقيقة تنبض بالحياة
بقلم _ أمجد زاهر
على خشبة مسرح الأنبا رويس، قُدمت مسرحية “ثم يبقى أحد”، وهي تجربة فنية تنبض بالحياة، تُعيد تشكيل الواقع وتُحلل النفس البشرية بأسلوب مسرحي مُبتكر.
من إنتاج أسرة الملاك ميخائيل للشباب الجامعي المغتربين، تُقدم المسرحية نظرة عميقة على العلاقات الإنسانية وتأثير الضغوط النفسية على الفرد.
البداية الموسيقية والإعلان الصوتي
المسرحية تبدأ بموسيقى تصويرية تُثير الحنين، مُعلنة عن موضوع العرض: الضغط النفسي وتأثيره على الإنسان.
هذه البداية تُعد مُقدمة فعّالة تُشوق المشاهدين وتُعدّهم للأحداث القادمة.
الأحداث والتطور الدرامي
تدور الأحداث حول زوجين في شقة إيجار قديم، حيث تتصاعد المواقف الكوميدية والمفارقات الدرامية بدخول لصوص وعامله توصيل” دليفرى” بطلب خاطئ ؛
وتنطلق الأحداث وتتطور عندما يشك الزوج في خيانة زوجته، لكن المفاجأة تكون بأنها قد رتبت حفلاً بمناسبة عيد ميلاده الـ35، بحضور جميع أفراد العائلة، بمن فيهم مديرة الشركة وجيرانه.
هذه الأحداث تُظهر مهارة الكتابة في خلق توتر درامي مُمزوج بالكوميديا.
الشخصيات والهلاوس
تُقدم المسرحية شخصيات “القرائن” وهم أشخاص يرتدون الأسود ، يرددون نفس الجمل الحوارية، التي تُضفي على العرض بُعدًا من الهلوسة والخيال في تصوير رحلة الإنسان بين الوهم والحقيقة، مُعبرة عن الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الزوج
هذا العنصر يُعزز من تعقيد الشخصيات ويُعمق من السرد القصصي.
العلاج النفسي
المسرحية تُنهي برسالة قوية عن أهمية العلاج النفسي والدعم العائلي.
الطبيب يُعالج الزوج بطريقة تحس على المشاعر الصادقة ممزوجة بالمواقف الكوميدية.
و تُظهر كيف يمكن للعلاقات الإنسانية الصادقة أن تُعيد السعادة و الاتزان و الطمأنينة للفرد.
الأداء التمثيلى
من الناحية الفنية، تألق طاقم التمثيل الشبابي بأداء طبيعى للشخصيات، وخاصة الممثلة التي قامت بدور الزوجة، حيث أظهرت براعة في التعبير الطبيعي والتفاعل الحي مع المواقف المتنوعة.
ومع ذلك، يمكن ملاحظة بطء الإيقاع في بعض الأجزاء، مما قد يؤثر على تفاعل المشاهدين واستمرار انتباههم.
التأثير الجماهيري
العرض يُظهر قدرة الشباب الجامعي على إنتاج أعمال فنية تُعبر عن قضايا الإنسان المعاصر، مُقدمًا دعوة للتأمل في تأثير الضغوط النفسية وضرورة البحث عن الدعم.
في الختام، “ثم يبقى أحد” يُعد تجربة مسرحية غنية بالمشاعر والتحليل النفسي، تُظهر الفن كوسيلة للتعبير عن الواقع الإنساني وتُقدم رؤية مُعمقة للعلاقات الإنسانية والتحول النفسي.
وعلى الجانب الأخر؛ يعد مسرح الأنبا رويس، بتاريخه العريق وتطوره عبر العصور، يوفر مساحة فنية مثالية لمثل هذه العروض .
وايضا مع الجهود المستمرة لتحسين الجودة، يمكن لهذا المسرح أن يستمر في تقديم تجارب ثقافية وفنية غنية لجمهوره وذلك تحت إشراف وإدارة مديرة المسرح ” ميرفت صليب”